«أَلا وَإِنِّی قَدْ دَعَوْتُکُمْ إِلَى قِتالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لَیْلاً وَنَهاراً، وَسِرّاً وَإِعْلاناً وَقُلْتُ لَکُمُ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ یَغْزُوکُمْ، فَواللّهِ ما غُزِیَ قَوْمٌ قَطُّ فِی عُقْرِ دارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا. فَتَواکَلْتُمْ وَتَخاذَلْتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَیْکُمُ الْغاراتُ وَمُلِکَتْ عَلَیْکُمُ الاَْوْطانُ.
وَ هَذا أَخُو غامِد وَقَدْ وَرَدَتْ خَیْلُهُ الاَْنْبارَ وَقَدْ قَتَلَ حَسّانَ بْنَ حَسّانَ الْبَکْرِیَّ وَأَزالَ خَیْلَکُمْ عَنْ مَسالِحِها، وَلَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ کانَ یَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ، وَالاُْخْرَى الْمُعاهِدَةِ فَیَنْتَزِعُ حِجْلَها وَقُلُبَها وَقَلائِدَها وَرُعُثَها، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالاِسْتِرْجاعِ وَالاِسْتِرْحامِ ثُمَّ انْصَرَفُوا وافِرِینَ ما نالَ رَجُلاً مِنْهُمْ کَلْمٌ، وَلا أُرِیقَ لَهُمْ دَمٌ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا کَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ کانَ بِهِ عِنْدِی جَدِیراً».