1ـ الحقوق المتبادلة للإمام والاُمّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
حقی علیکم وحقکم علی2ـ تعارض الحق والمصلحة!

إنّ الحکومة رابطة بین الإمام والاُمّة على غرار رابطة الرأس بالجسد، حیث یتعذر القیام بالوظائف دون تظافر جمیع الجهود، بعبارة اُخرى فانّ أولیاء الله فی الوقت الذی یکوتون فیه خلفاء الله فی الخلق، فهم خلفاء الاُمّة من أجل ضمان مصالحها، ومن هنا کانت الحقوق المتبادلة بین الإمام والاُمّة من أثقل الحقوق وأعظمها.

وقد وردت الأبحاث المسهبة فی الروایات بشأن هذه الحقوق، والتی تفید مدى إهتمام الإسلام بهذا الموضوع الحیوی.

فقد افرد المرحوم الکلینی باباً فی المجلد الأول من کتابه أصول الکافی بهذا الخصوص وقد نقل أول حدیث فیه عن أبی حمزة انه سأل الإمام الباقر (علیه السلام): «ما حق الإمام على الناس»؟

قال (علیه السلام):«حقه علیهم أن یسمعوا له ویطیعوه» قال فقلت له: «وما حقهم علیه».

قال: «یقسم بینهم بالسویة ویعدل فی الرعیة».

ولا یستبعد أن تکون الجملة الاولى إشارة إلى المسائل الاقتصادیة والثانیة إلى القضایا الاجتماعیة والسیاسیة. ثم قال (علیه السلام)آخر الحدیث:«فاذا کان ذاک فی الناس فلا یبالی من أخذ هاهنا وهاهنا»(1) فی إشارة إلى أنّ الناس على کل حال إنّما یحصلون على حقهم. سواء کان مصداقه هنا أم هناک.

حقاً أن سیرة أمیر المؤمنین (علیه السلام) انموذج مهم لابدّ من اعتماده کقدوة فی الحکومة الإسلامیة. فقد کان (علیه السلام) شدیداً فی أمر العدالة حتى وقف نفسه وضحى بها من أجلها. قال ابن أبی الحدید :

روى على بن محمد بن أبی یوسف المدائّنی عن فضیل بن الجْعد، قال: آکدُ الأسباب فی تقاعد العرب عن أمیرالمؤمنین علیه السلام أمْر المال، فإنّه لم یکُنْ یُفَضِّلُ شریفاً على مشروف، ولا عربیّاً على عَجَمىّ، ولا یُصانع الرؤساء وأمراء القبائل، کما یصنع الملوک، ولا یستمیلُ أحداً إلى نفسه. وکان معاویة بخلاف ذلک، فترک الناس علیاً والتحقوا بمعاویة; فشکى على علیه السلام إلى الأشتر تخاذُلَ أصحابه، وفرار بعضهم إلى معاویة، فقال الأشتر: یا أمیرالمؤمنین; إنا قاتلنا أهل البَصْرة بأهلِ البصرة وأهل الکوفة، ورأی الناس واحد، وقد اختلفوا بعد، و وضعفت النیّة، وقلً العدد، وأنت تأخُذُهم بالعدل، وتعمل فیهم بالحق، وتُنْصِف الوضیع من الشریف; فلیس للشریف عندک فَضْلُ منزلة على الوضیع، فضجّت طائفة ممّن معک من الحقّ إذ عُمُّوا به، واغتمُّوامن العدل إذ صاروا فیه، ورأوا صنائعَ معاویة عند أهل الغَناء والشرف، فتاقَتْ أنفُس النّاس إلى الدنیا، وقَلّ مَنْ لیس للدنیا بصاحب، وأکثرهم یَجْتوی الحقّ ویشتری الباطل، ویؤثر الدنیا، فإن تَبْذُلِ المال یا أمیرَالمؤمنین تَمِلْ إلیک أعناقُ الرجال، وتَصْف نصیحتُهم لک، وتَسْتَخْلِصْ وُدّهم; صنع اللّه لک یا أمیرالمؤمنین! وکَبتَ أعداءک، وفضّ جمعهم، أوهن کیدَهم، وشَتّت أمورَهم، إنّه بما یعملون خبیر.

فقال علیّ علیه السلام: أمّا ما ذکرت من عَمَلنا وسِیرتنا بالعَدْل; فإنّ اللّه عزّوجلّ یقول: (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَیْها وَما رَبُّکَ بِظَـلاّم لِلْعَبِیدِ); وأنا من أن أکون مُقَصِّراً فیما ذکرتَ أخْوَفُ.

وأما ما ذکرت من أنً الحق ثَقُل علیهم ففارقونا لذلک، فقد علم اللّه أنّهم لم یُفارقونا من جَوْر، ولا لجُاوا إذ فارقونا إلى عَدْل، ولم یلتمسوا إلاّ دنیا زائلة عنهم کان قد فارقوها; وَلَیُسْأَلُنَّ یوم القیامة: أللدنیا أرادوا أم للّه عملوا؟

وأمّا مَا ذکرْتَ من بَذْل الأموال واصطناع الرجال; فإنّه لا یَسَعُنا أن نؤتیَ أمراً من الفىء أکثرَ من حقّه، وقد قال اللّه سبحانه وتعالى وقوله الحق: (کَمْ مِنْ فِئَة قَلِـیلَة غَلَبَتْ فِئَةً کَثِـیرَةً بِإِذنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصّابِرِینَ)، وقد بعث اللّه محمّدا صلى اللّه علیه وحْدَه; فکثّره بعد القلة، وأعَزَّ فئته بعد الذِّلَّة; وإِنْ یُرِدِ اللّه أنْ یولِیَنا هذا الأمرَ یذلّل لنا صَعْبَه، ویُسِهِّل لنا حَزْنه، وأنا قابل من رأیک ما کان للّه عزّوجلّ رضاً; وأنت من آمن الناس عندی، وأنصحِهم لی، أوْثَقِهم فی نفسی إنْ شاء اللّه.


1. اصول الکافى 1 / 405.

 

حقی علیکم وحقکم علی2ـ تعارض الحق والمصلحة!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma