خطب الإمام(علیه السلام) هذه الخطبة کما ورد آنفا بعد فراغه من معرکة النهروان. ویستفاد من ظاهر کلام ابن أبی الحدید أن الإمام(علیه السلام) خطبها فی النهروان، بینما نقل عن نصر بن مزاحم أنّها أول خطبة خطبها بعد قدومه من النهروان لما کره القوم المسیر إلى الشام عقیب واقعة النهروان، وأقبلوا یتسللون ویدخلون الکوفة، فلما رأى ذلک دخل الکوفة فخطبهم(1).
وصرح البعض من شرّاح نهج البلاغة أن الإمام(علیه السلام) کان حریص فی النهروان على الحرکة إلى الشام دون ضیاع الفرصة، لأنّه کان یرى أنّ العودة إلى الکوفة تعنی إسترخاء الجیش وصعوبة تجهزه ثانیة، إلاّ أنّهم کانوا یتعللون ببرودة الجو ووجود الجرحى وعدم کفایة الأسلحة فلم یطیعوا أوامر الإمام(علیه السلام). فاضطر الإمام(علیه السلام) إلى دخول الکوفة لیجهزهم للقاء العدو، ولکن (وکما تکهن سابقاً) تشبثوا بالحجج، فتأثر الإمام(علیه السلام) وخطب الناس بهذه الخطبة(2).