فضاعة مظلومیة الإمام(علیه السلام)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
نظرة إلى الخطبة الخطبة 59

کما ذکرنا أنّ الإمام(علیه السلام) خطب هذه الخطبة حین رأى الخوارج التحکیم فی صفین ثم رجعوا عنه ورفعوا شعار «لا حکم إلاّ للّه» وطالبوا الإمام(علیه السلام) بالتوبة لقبوله التحکیم لیلتحقوا به فیقاتلوا أهل الشام، فقال(علیه السلام):«أصابکم حاصب، ولابقی منکم آثر، أبعد إیمانی باللّه وجهادی مع رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) أشهد على نفسی بالکفر، لقد «ظللت إذا وما أنا من المهتدین».

یالها من مصیبة أن یبتلى بهؤلاء الحمقى فرد مثل علی(علیه السلام) أول من آمن باللّه ورسوله(صلى الله علیه وآله)ووقف إلى جانبه فی جمیع الغزوات ـ ألا فی البعض التی استخلفه فیها رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) ـ وثبت فی المواقع التی تنکص فیها الابطال لیسقی شجرة الإسلام والتوحید بلسانه وسیفه، فیطالبه اُولئک الحمقى بالاعتراف بالکفر والتوبة. ولعل تأریخ الإسلام لم یشهد مثل هذه الحادثة المروعة، ومن هنا نقول بأنّ مظلومیة الإمام(علیه السلام) کانت وما زالت تفوق من سواه. وکما صرح(علیه السلام)فی الخطبة السابقة: «فانّی ولدت على الفطرة وسبقت إلى الإیمان والهجرة»; الأمر الذی أکده علماء الفریقین وأنه لم یشرک باللّه طرفة عین أبداً أنّه خاض غمار الجهاد مع رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) فی کافة الغزوات سوى تبوک حین کلفه النبی(صلى الله علیه وآله)بحفظ المدینة، العبارة «أصابکم حاصب» وبالالتفات إلى أنّ المراد بالحاصب الریح الشدیدة التی تثیر الحصباء بحیث قد تدفن أحیاناً قافلة، تفید الدعاء علیهم فی أن یرسل اللّه علیهم العذاب السماوی، کما یمکن أن تکون کنایة عن المشاکل الاجتماعیة التی تعصف بحیاتهم والعبارة «ولا بقى منکم آثر» واستناد إلى أنّ المقصود بالأثر الشخص الذی یأثر الحدیث، أی یرویه، فکأنّه قال(علیه السلام) لابقی منکم مخبر وهلکتم بأجمعکم (طبعاً نقلت هذه المفردة بعدة صور ذات معان مختلفة سنعرض لها فی شرح کلام السید الرضی آخر الخطبة». ثم تساءل الإمام(علیه السلام)باستغراب عن ذلک الطلب المشین وهو من روّی شجرة الإسلام بجهاده العظیم ومواقفه المشهودة وشده أزر رسول اللّه(صلى الله علیه وآله)، فهو أول من آمن وأسلم وهاجر، فهل لمثل هذا الفرد أن یضل وینحرف عن السبیل. ثم أشار(علیه السلام) إلى موضوعین، الأول دعاؤه علیهم «فأبو(1) شرمآب وارجعوا على أثر الاعقاب»(2) فقد دعا علیهم فی العبارة الاولى سائلاً اللّه لهم الذلة والهوان فی الدنیا والآخرة، وفی العبارة الثانیة سأل اللّه أن یبتلهیم بما ابتلى به مشرکی الجاهلیة الذی کانوا على غرار الخوارج یرون آیات اللّه ثم یجحدونها. وذهب بعض شرّاح نهج البلاغة إلى أنّ قوله: «ارجعوا...» أراد به توبوا، بینما تفید قرینة هذا القول انه استمرار للدعاء السابق. والثانی نبوءته بمستقبلهم «أما ارنکم ستلقون بعدی ذلا شاملا وسیفاً قاطعاً وأثرة یتخذها الظالمون فیکم سنة» جدیر بالذکر أنّ نبوء الإمام(علیه السلام)بحق الخوارج قد تحققت حیث ابیدوا فی مختلف الحروب وتجرعوا الذل والهوان. وقد أفرد ابن أبی الحیدد فصلا أسماه أخبار الخوارج وذکر رجالهم وحروبهم لیخوض فی تفاصیل أحداث زعمائهم وسنتطرق إلى ذلک فی الأبحاث القادمة.

قال السید الرضی (ره) شارحاً بعض مفردات الخطبة: قوله(علیه السلام)«ولا بقى منکم آبر» یروى على ثلاثة أوجه: أحدها أن یکون کما ذکرناه: آبر بالراء، من قولهم للذی یأبر النخل ـ أی یصلحه ـ ویروى «آثر» وهو الذی یأثر الحدیث ویرویه أی یحکیه، وهو أصح الوجوه عندی، کأنّه قال: لا بقی منکم مخبراً، ویروى آبز ـ بالزای المعجمة ـ وهو الواثب. والهالک أیضاً یقال له «آبز».

اثرة اسم مصدر من مادة استئثار بمعنى الاستبداد.


1. «أوبوا» من مادة «أوب» على وزن قوم بمعنى الرجوع، کما تطلق هذه المفردة على السحاب والریاح بسبب الرجوع فیها.
2. أعقاب جمع عقب بمعنى کعب الرجل، کما تطلق على الأثر الذی یترکه على الأرض، وهى هنا کنایة عن الأجیال السابقة.

 

نظرة إلى الخطبة الخطبة 59
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma