أشار الإمام(علیه السلام) فی هذه الخطبة إلى ثلاثة أمور مهمّة: الأول: أهمیة الوفاء وصدق الحدیث، وذم ناقضی العهد، الثانی: أنّ الخداع والغدر والخیانة لیست من العقل والذکاء کما یظن ذلک الغدرة الفجرة. والعقل والفطنة فی الصدق والوفاء بالعهد.
الثالث: ضرورة إغتنام الفرص من أجل المبادرة إلى الآخرة والوفاء بالعهود والالتزام بالمواثیق.
«أَیُّها النّاسُ، إِنَّ الْوَفاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ وَلا أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقَى مِنْهُ وَما یَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ کَیْفَ الْمَرْجِعُ. وَلَقَدْ أَصْبَحْنا فِی زَمان قَدِ اتَّخَذَ أَکْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ کَیْساً وَنَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِیهِ إِلَى حُسْنِ الْحِیلَةِ. ما لَهُمْ قاتَلَهُمُ اللّهُ! قَدْ یَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِیلَةِ وَدُونَها مانِعٌ مِنْ أَمْرِ اللّهِ وَنَهْیِهِ، فَیَدَعُها رَأْیَ عَیْن بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَیْهَا، وَیَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لا حَرِیجَةَ لَهُ فِی الدِّینِ».