أشار الإمام (علیه السلام) ـ فی هذا المقطع من الخطبة ـ إلى الحوادث التی أعقبت رحیلرسول الله (صلى الله علیه وآله)ولاسیما حادثة الخلافة ، ویتطرق إلى السبب الذی دعاه إلى السکوت وعدم المطالبة بحقه المسلّم فی الخلافة ، أی خلافة رسول الله(صلى الله علیه وآله) ـ والتی کانت فی الواقع حق المسلمین ـ فقال (علیه السلام): «فنظرت فاذا لیس معین إلا أهل بیتی». من الواضح أنّ القیام بالأمر تجاه تلک الطائفة المتحزبة ـ التی تشهد التواریخ بأنّها خططت للالتفاف على الخلافة قبل وفاة رسول الله (صلى الله علیه وآله) ـ لا ینسجم وأی منطق; لأنّ مثل هذا القیام لیس فقط لا یتمخض عن نتیجة، بل سیؤدی ذلک القیام إلى قتل طائفة من صفوة أهل بیت النبی (صلى الله علیه وآله) ، أضف إلى ذلک فان هذه المواجهة قد تقود إلى شق صفوف المسلمین بما یعود بالنفع للمنافقین الذین کانوا یتربصون بالمسلمین مثل هذه الحوادث بعد وفاة رسول الله (صلى الله علیه وآله); الأمر الذی جعل الإمام (علیه السلام)یفضل الصمت والسکوت ومن هنا واصل الإمام (علیه السلام)خطبته بهذا الشأن فقال: «وأغضیت(1) على القذى(2) وشربت على الشج(3) ، وصبرت على أخذ الکظم(4) وعلى أمر من طعم العلقم(5)».