هناک عبارة ما انفکت الألسن ترددها حتى صارت مثلاً، وهى قولهم «الملک عقیم» التی تفید تنکر السیاسة المادیة ـ القائمة على أساس القیم الدنیویة والأنانیة والأطماع الشخصیة ـ حتى للقرابة بما فیها الزوجة والولد والوالدین والتضحیة بها من أجل تحقیق أهدافها وأغراضها; ولا غرو فالساسة لا یرون من قیمة تفوق حفظ مواقعهم، وعلیه فمن الطبیعی أن یضحون بالغالی والنفیس ویضربون کل قیمة عرض الحائط من أجل حفظ مصالحهم. وقوله (علیه السلام): «فضننت بهم عن الموت» تشیر إلى أنّ المتعطشین للخلافة کانوا مستعدین حتى لقتل أهل البیت من بنی هاشم فیما لو استعان بهم الإمام (علیه السلام) ونهض بالأمر للمطالبة بحقه فی الخلافة. والحدیث النبوی المعروف «حبّک للشیء یعمی ویصم»(1) لأصدق على الرغبة بالجاه والمقام منه على سائر الاُمور، ونموذج ذلک ماورد فی الخطبة التی نحن بصددها. ویحفل التأریخ بسیر أولئک الذین عبروا على کل شیء وسحقوه من أجل الظفر بأهدافهم فی السلطة والرئاسة.