النقطة التی تعرضت لها الخطبة والتی ینبغی الالتفات إلیها، إنّما تکمن فی عدم إمکانیة تدارک الخسران الذی یطیل الإنسان فی هذه الحیاة وفقدانه للفرص التی کان من شأنها أن تجعله یفوز بالدار الآخرة، والواقع إنّ السباق الذی ینتظر الإنسان إنّما یقام لمرة واحدة فقط، فهناک میدان للتمرین وآخر للسیاق لیس للتکرار إلیه من سبیل، ومن خسر فلیس أمامه من فرصة لتدارک خسارته، ومن هنا قال الإمام (علیه السلام): «ومن قصر فی أیام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله وضره أجله». أمّا الندم فلا یداوی جرحاً ولا یصلح فاسداً هناک فلیصرخ الصارخون: (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّی أَعْمَلُ صالِحاً فِـیما تَرَکْتُ)(1)فیأتی الجواب (کَـل).