أسباب الهزیمة والفشل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
الیأس من القومالخطبة 30

لاشک أن جیش الإمام (علیه السلام) وبفضل زعیمه الربانی المعروف بالجهاد والشجاعة فی میدان الحرب کان یمتلک کافة أسباب الانتصار على العدو من جمیع النواحی، إلاّ أنّه وللأسف قد شهد حالة من الضعف سلبته زمام المبادرة وزعزعت عوامل النصر، والمفروغ منه ان ذلک الضعف والوهن إذا دبّ فی أمّة فانّها لن تنتظر مصیراً أحسن من ذلک المصیر الذی ساد جیش الکوفة.

وقد أشار الإمام (علیه السلام) فی هذه الخطبة التی نحن بصدرها إلى عناصر هذا الضعف والتی کان فی مقدمتها ترکهم للعمل وتمسکهم بالقول.

فقد کانت مجالسهم عامرة بالکلام ولا سیما عن القتال والحرب دون أن یعدوا العدة اللازمة و یأخذوا للحرب اهبتها، یکثرون من الکلام خلف الجبهات دون أن یجرأ أحدهم على الاقتراب من الخطوط الأمامیة.

وکأنّ قدرة الأفراد الضعاف العجزة تترکز عادة فی الأقوال والمزاعم، ولعل الإمام (علیه السلام)أشار إلى هذا المعنى بقوله: «أقوالاً بغیر علم؟» سواء کان هذا العلم یعنی المعرفة أو الاعتقاد أو العمل، فالنتیجة واحدة لکل من هذه التفاسیر الثلاثة، لأنّ المعرفة بالشىء والاعتقاد به تدعو إلى العمل، أما ضعف العمل فانما یستند إلى عدم المعرفة والاعتقاد، الأمر الذی صرح به الإمام (علیه السلام) بقوله «العلم مقرون بالعمل، فمن علم عمل»(1)

العامل الآخر هو الغفلة وفقدان الورع، وبعبارة اُخرى فانّ عدم الالتفات إلى الحقائق والواقعیات ـ الذی تفرزه حالة عدم التقوى.

إنّما یؤدی إلى إختراق الصفوف من قبل العدو، فی حین لا تصیب سهام هذا العدو اذا ما تحلت الاُمّة بالفطنة والذکاء المشوب بالتقوى بدلاً من الغفلة والتحلل من الورع والتقوى.

والعامل الاخیر هو الطمع فی ما لا یستحقون، أو بعبارة اُخرى الطمع فی الشىء دون توفیر أسبابه.

فاننا نعلم بأنّ هنالک الأسباب التی ینبغی توفرها لتحقیق بعض الأهداف.

فقانون العلة والمعلول إلى جانب الإرادة الإلهیة هى التی تحکم الوجود برمته، وإن ظن بعض الجهال بیعض الاوهام والخیالات والمعادلات الساذجة کمقدمة لتحقیق الاهداف.

وقوله(علیه السلام) «طمعاً فی غیر حق» یمکن أن یکون إشارة إلى هذا المعنى، فانّهم کانوا یطمعون فی شئ لایستحقونه، إلاّ أنّ بعض شرّاح نهج البلاغة ذهبوا إلى أنّ المراد بهذه العبارة أنّهم کانوا یطمعون بالمزید من عطائهم فی بیت المال، ویتمنون على الإمام (علیه السلام) أن یعطیهم من بیت المال أکثر من إستحقاقهم، فلما لم یلب الإمام (علیه السلام)طلبهم غیر المشروع صابهم الضعف والوهن فی القتال.

ومن الطبیعی أن یکون هذا التفکیر المادی أینما کان عاملا من عوامل الفشل والهزیمة، کما فشل الجیش الإسلامی فی معرکة اُحد إثر انهماک الجنود فی جمع الغنائم واهتمامهم بالجوانب المادیة فی ذلک المیدان الجهادی العظیم.

على کل حال فانّ هذه العوامل التی تؤدی إلى الهزیمة والفشل لاتقتصر على جیش الکوفة فحسب، بل تهدد بالفشل کافة الجیوش على مدى الدهور والعصور وأخیراً فالخطبة تصور مدى لوعة الإمام(علیه السلام).

وذروة إستیائه، وهى کافیة فی توضیح عمق الظروف العصیبة التی عاشها الإمام(علیه السلام).


1. نهج البلاغة، الکلمات القصار، 366

 

الیأس من القومالخطبة 30
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma