الشرح والتفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
القسم الأول القسم الثانی

أوردنا سابقاً أنّ الإمام(علیه السلام) خطبها بعد الجمل حین ورد الکوفة، بهدف الحد من الغرور الذی تفرزه طبیعة النصر والتنافس على غنائم المعرکة، فقال(علیه السلام): «أیّها الناس إن أخوف ما أخاف علیکم إثنان: إتباع الهوى وطول الأمل، فأمّا إتباع الهوى فیصد عن الحق، وأمّا طول الأمل فینسی الآخرة». والعبارة الآخیرة مهمّة ذات أثر بالغ فی مصیر الاُمّة، بحیث ورد التأکید علیها فی أحادیث النبی(صلى الله علیه وآله)، کما أشار إلیه الإمام(علیه السلام) سابقاً فی الخطبة الثامنة والعشرین».(1) ویتضِح من معنى مفردة الهوى التی تشیر إلى أهواء ورغبات النفس الأمارة باللذات الدنیویة دون الحدود والقیود مدى صدها الإنسان عن الحق ومنعه من بلوغه، لأنّ الهوى حجاب على العقل یحول دون إدراک الحقائق ومشاهدتها، بینهما یزین له هذا الهوى الباطل لیبدیه له أنصع من الحق، فی حین یشوه له الحق ویظهره له کابشع صورة للباطل، وقد لمست هذه الحقیقة کثیراً خلال تجربتی ومطالعتی لسیرة الماضین فی کیفیة تبریر أتباع الهوى لبعض صور الحق والباطل وتغییر هویتهما. وأما طول الأمل فیستقطب جمیع طاقات الإنسان وقواه حتى ینسیه الآخرة، ولما کانت قوى الإنسان محدودة فانّه یستهلکها فی الآمال الکاذبة اللامتناهیة بحیث لا یبقى لنفسه من قوة یدخرها للآخرة، ولا سیما أنّ الامال لا تعرف للنهایة من معنى، وتقتضی طبیعتها أن یتجه الإنسان إلى الاُخرى فور ظفره بالاولى حتى یجند نفسه على الدوام بغیة الظفر بها جمیعا، بل إن تحقیقه لأمل ربما یدفعه لآخر، لأنّ الآمال عادة مترابطة مع بعضها البعض، وعلى هذا الضوء فسوف لن یبقى لدیه من وقت کما لا تبقى له من قوة، وبالتالی سوف لن یمتلک الدفاع نحو الآخرة. وبالطبع فانّه لن یفیق من غفلته حتى یصفعه الموت، وقد ولى العمر وتصرمت أیامه وفرصه فلم یظفر بأماله ولم یدرک آخرته. وما أروع ما قال أبو العتاهیة حین دعی لإ نشاد الشعر بحضرة هارون حین أراد أن یفتتح له قصراً جدیداً فی مصر:

عش ما بدا لک سالماً فی ظل شاهقة القصور یهدی إلیک بما اشتهیت لدى الرواح وفى الکبور حتى إذا تزعزعت النفوس ودحرجت فهناک تعلم موقناً ما کنت إلاّ فی غرور.(2)

فشعر من حول هارون بالامتعاظ من هذه الأبیات على أنها لا تنسجم والمناسبة، إلاّ أنّ هارون مدحه وأثنى علیه.

وقد علق بعض شرّاح نهج البلاغة على أنّ طول الأمل ینسی الآخرة وذلک لأنّ هذا الفرد یغتر بمظاهر الدنیا ویرى فی الموت الوسیلة التی تقطعه عن هذه الدنیا، فینسى المعاد ویوم القیامة جدیر بالذکر أنّ للأمل دور إیجابی فی حیاة الإنسان والذی عبر عنه القرآن بالرجاء، ولاسیما إذا کان مقرونا بالتوکل على اللّه.


1. بحارالانوار 74 / 188 (مع اختلاف طفیف) وبحارالانوار 70 / 90 ـ 91 مع فارق ضئیل جداً.
2. الأنوار النعمانیة 3 / 114.

 

القسم الأول القسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma