جدوى الذم واللوم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
لم الخشیة من الشهادة؟القسم الثانی

نرى أنفسنا مضطرین مرة اُخرى لملاحقة هذا السؤال: لم کل هذا العتاب واللوم من قبل الإمام(علیه السلام) ـ وهو ما هو علیه من العلم والحکمة فی إدارة شؤون الناس ـ لأهل الکوفة وامطارهم بوابل من الکلمات القاسیة العنیفة؟ أفلا یؤدی هذا الکلام الذی ینطوی على العتاب والذم وانعدام الثقة إلى نفرتهم وشدة تعصیّهم وابتعادهم عن الحق؟ ولابدّ من القول فی الجواب أنّ الإمام(علیه السلام) قد خبر نفسیة وروحیة أهل الکوفة، وقد أثبت التأریخ أن اهل الکوفة لم یکونوا یتحرکون إلاّ إذا داهمهم الخطر وعرضهم للزوال بالمرة، بعبارة اُخرى فانّ العتاب لایجدی معهم نفعا ما لم یجرح مشاعرهم ویثیر أحاسیسهم.

ویبدو أنّ المجتمعات البشریة إنّما تشتمل دائما على طائفة ـ وإن کانت ضئیلة ـ لا تفیق إلى نفسها ما لم تتلق ضربات موجعة متتالیة.

ولا یفهم من کلام الإمام (علیه السلام) إننا ینبغی أن نعتمد هذا الاسلوب تجاه من عاش الغفلة وتخلى عن وظیفته ومسؤولیته; لأنّ الأفراد على أنواع: بعضهم یعود إلى نفسه بأدنى إشارة فیستقیم على الطریق، وبعضهم لایتحرک ما لم توخزه بابرة.

وبناءاً على هذا فان ذلک الاسلوب إنّما یختص بتلک الجماعة بفضله العلاج الأخیر لدائهم.

وقد أثبت التاریخ أن ذلک الاسلوب کان قد أثر فی أغلب أهل الکوفة فاندفعوا إلى النخیلة وتأهبوا لقتال أهل الشام، غیر أنّ شهادة أمیرالمؤمنین(علیه السلام) على ید عبدالرحمن بن ملجم أشقى الآخرین حالت دون ذلک.

والشاهد الآخر على ذلک أنّ الإمام (علیه السلام) کان کثیراً ما یثنی على أهل الکوفة أوائل حکومته(1)، إلاّ أنّهم حین ضعفوا واستقوى علیهم أهل الشام فکانوا یهجمون کل یوم على منطقة من مناطق البلاد الإسلامیة، لم یر (علیه السلام) بداً من مخاطبتهم بهذا الاسلوب.


1. على سبیل المثال راجع نهج البلاغة، الخطبة 107و118

 

لم الخشیة من الشهادة؟القسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma