لعل البعض یتصور أن قضیة احترام الأقلیات الدینیة التی تعیش فی کنف الإسلام وتکفل بحفظ أموالها وأرواحها إنّما هى شعار لا یرقى إلى العمل والتطبیق، إلاّ أنّ أدنى نظرة إلى الفقه الإسلامی فی کیفیة تعامله مع أهل الذمة وکلمات المعصومین (علیهم السلام) بما فیها کلام الإمام (علیه السلام) فی هذه الخطبة، تکشف بجلاء أنّ الإسلام یرى نفسه السند والدعم الحقیقی لهم ما دامهم لم ینقضوا العهود ویشهروا السلاح ضد الإسلام والمسلمین، وعلیه فأموالهم وأرواحهم محترمة ومحفوظة. فقد أعرب الإمام (علیه السلام) فی هذه الخطبة عن بالغ حزنه وأسفه لما تعرضت له المرأة الیهودیة أو النصرانیة التی تعیش کمواطنة فی المجتمع الإسلامی ولم یفرق بینها وبین المرأة المسلمة قط، ثم ذم أهل العراق ووبخهم على ما أبدوه من ضعف وعجز حیال العدو وعدم الدفاع عن هذه النساء.