2 ـ الدفاع عن الوطن

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
1 ـ الحق یؤخذ ولا یُعطىالقسم الثالث

لقد لجأ الإمام علی (علیه السلام) إلى مختلف الأسالیب من أجل إثارة مشاعر أهل الکوفة وتعبئتهم لقتال العدو، ومن ذلک تأکیده على مسألة الدفاع عن الوطن «أی دار بعد دارکم تمنعون» ؟ فی إشارة واضحة إلى علاقة کل فرد بوطنه وأنّه یهب للدفاع عن هذا الوطن إذا تعرض للخطر مهما کانت المدرسة والفکرة التی یؤمن بها وینتمی إلیها، إلاّ أنّ المؤسف له أنّ هذه الروح هى الاخرى قد ماتت فیهم. وهنا یبرز هذا السؤال: هل حرمة الوطن فی الإسلام بصفته یمثل دار الإسلام أم هناک شیء آخر ؟ أی البلد الإسلامی یکتسب حرمته کونه بلداً إسلامیاً، أم هناک حرمة ذاتیة لکل بلد بحیث تتضاعف هذه الحرمة لو أصبح جزءاً من دار الإسلام ؟ یمکن العثور على أجوبة هذه الاسئلة فی الآیات القرآنیة والروایات الإسلامیة ; الأمر الذی یؤکده العقل أیضاً. فقد توالت الآیات التی ذهبت إلى أنّ الاخراج من الوطن إنّما یضاد القیم الإنسانیة ; الأمر الذی یعنی حرمة الوطن الذاتیة، وهذا ما نلمسه بوضوح فی الآیات القرآنیة الثامنة والتاسعة من سورة الممتحنة (لا یَنْهاکُمُ اللّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ المُقْسِطِـینَ * إِنَّما یَنْهاکُمُ اللّهُ عَنِ الَّذِینَ قاتَلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَأَخْرَجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِکُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ یَتَوَلَّهُمْ فَأُولـئِک َ هُمُ الظّالِمُونَ) فقد اعتبرت الآیتین الکریمتین الاخراج من الوطن بمثابة المقاتلة فی الدین، الأمر الذی یؤکد قیمة الوطن کما صرحت بذلک الآیة 246 من سورة البقرة على لسان بنی اسرائیل (قالُوا وَما لَنا أَ لاّ نُقاتِلَ فِی سَبِـیلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِیارِنا وَأَبْنائِن) فهى تدل على أنّ دافعهم الجهادی إلى جانب حفظ الدین ینطوی على انقاذ الوطن، وقد أقر نبیّهم هذا الدافع دون أن یعترض علیه، ونوکل الحدیث فی الآیات الاُخرى الواردة بهذا المجال إلى محلها.

رسول الله (صلى الله علیه وآله) کان شدید التأثر اثر هجرته من مکة، طبعاً صحیح أنّ مکة کانت تمثل قیمة دینیة کبیرة، إلاّ أنّها کانت تعنی إلى جانب ذلک بالنسبة للنبی (صلى الله علیه وآله) وطنه ومسقط رأسه، ومن هنا خفف عنه القرآن بقوله (إِنَّ الَّذِی فَـرَضَ عَلَیْکَ القُرْآنَ لَرادُّکَ إِلى مَعاد)(1).

وورد فی الحدیث عن علی (علیه السلام): «عمرت البلدان بحب الاوطان»(2) وقال أیضاً «من کرم المرء بکائه على ما مضى من زمانه وحنینه إلى أوطانه»(3).

وجاء فی الحدیث المعروف «حبّ الوطن من الإیمان»(4).

فالذی نخلص إلیه أنّ حبّ الوطن والتعلق به یستند إلى جذور قرآنیة ونبویة إلى جانب تأیید العقل والمنطق. الا ان هذا لا یعنی تعلق الفرد بوطنه بصورة مطلقة بحیث لا یترکه طلب العلم والتکامل ونیل المنافع المعنویة والقیم الإلهیة ومن هنا ورد الحدیث عن علی (علیه السلام): «لیس بلد بأحق بک من بلد، خیر البلاد ما حملک»(5). وأخیراً فان الوطن یکتسب قیمة مضاعفة إذا ما انضمت إلیه الجوانب المعنویة علاوة على الجوانب المادیة، فیصبح دار الإسلام، فیهب الفرد بکل ما أوتی من قوة للدفاع عنه والذود عن کیانه.


1. سورة القصص / 85 .
2. بحار الأنوار 75 / 45.
3. بحار الأنوار 7 / 264.
4. سفینة البحار، مادة وطن.
5. نهج البلاغة، الکلمات القصار، 442.

 

1 ـ الحق یؤخذ ولا یُعطىالقسم الثالث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma