الضعف أمام العدو

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
القسم الثانیعاقبة الضعف أمام العدو

واصل الإمام(علیه السلام) ذمه لأهل الکوفة على ما أبدوه من ضعف وعجز تجاه الهجمات المبرمجة للعدو فقال(علیه السلام): «دعوتکم إلى نصر إخوانکم فجرجرتم جرجرة الجمل الأسر، وتثاقلتم تثاقل النضو الادبر» أی أنّکم أعریتم عن عجزکم فی الکلام کما فعلتم ما یفشلکم فی الدنیا والآخرة ویمکن العدو من تکبیدکم الخسائر فی أموالکم وأرواحکم، فقد دعوتکم لنصر أخوانکم (مالک بن کعب وصحبه ممن تعرضوا لغارات اهل الشام فی منطقة عین التمر) فکانت حرکتکم کحرکة الجمل وتثاقل النضو الادبر «دعوتکم إلى نصر إخوانکم فجرجرتم جرجرة الجمل الأسر، وتثاقلتم تثاقل النضو الأدبر» ولعل تشبیههم بالحیوانات المریضة إشارة إلى ضعفهم الفکری وعجزهم فی إتخاذ القرار، لأنّ الإنسان العاقل لایدع العدو یهجم علیه بهذه الطریقة بحیث یضرب أینما شاء دون وازع أو رادع. ثم أشار(علیه السلام)إلى تلک الفئة القلیلة التی لبت دعوته، بینما کان الخوف والهلع یسیطر علیهم «ثم خرج إلی منکم جنید متذائب ضعیف کأنّما یساقون إلى الموت وهم ینظرون». وقد أورد السید الرضی (ره) فی آخر الخطبة قائلاً: قوله(علیه السلام) متذائب; أی مضطرب، من قولهم: تذائبت الریح، أی اضطراب هبوبها. ومنه سمى الذئب ذئباً، لاضطراب مشیته. ومن هنا فانّ هذه الفئة القلیلة لم تکن مصداقاً لقوله سبحانه «کم من فئة قلیلة غلبت فئة کثیرة» بل کانت فئة ضعیفة قلقلة مضطربة کأنّهم یساقون إلى المذبح وهم ینظرون إلى موتهم، فهى فئة عدمها خیر من وجودها والوثوق بها مخجل، فما أعظم محنته الإمام(علیه السلام) وابتلائه بهؤلاء القوم طبعاً قوله(علیه السلام)کأنّما یساقون إلى الموت وهم ینظرون. إنّما اقتبسه(علیه السلام) من الآیة السادسة من سورة الانفال التی وردت بشأن بعض المؤمنین الضعفاء على عهد النبی(صلى الله علیه وآله) الذین کانوا یتشبثون بمختلف الذرائع والحجج للفرار من الجهاد إلى جانب جدالهم للنبی(صلى الله علیه وآله) حول موقعة بدر، غیر أنّ حوادث بدر أثبتت لا حقاً مدى خطأهم وتزاید خوفهم عبثاً حتى إنتهت الموقعة بالنصر المؤزر للمسلمین، والعجیب أنّ هؤلاء کانوا من المعترضین على کیفیة توزیع الغنائم بعد انتهاء المعرکة. ولعل المراد بالعبارة أن هذه الفئة القلیلة لو کانت تمتلک العزم الراسخ والقوة والصلابة من شأنها الانتصار على العدو، غیر أن المؤسف...

 

القسم الثانیعاقبة الضعف أمام العدو
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma