تأثیر الشبهة فی تحریف الحقائق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
النجاة من الشبهةعبثیة الخوف من الموت

لو ظهر الباطل کما هو لما خفى على أحد، ولما قبله الوجدان والطبع السلیم، ولا یستجیب له سوى مرضى القلوب ومنحرفی الأفکار إلاّ أنّ المشکلة تتعقد حین یتزین الباطل بلباس الحق، فیقبل علیه بعض طلاب الحق بعد أن یغترون بحسن ظاهره، وهذه فی الواقع إحدى شعب الشبهة. الشعبة الاُخرى أن یمزج مقدار من الحق بمقدار من الباطل فتختفی صورة الباطل القبیحة فی ظل الحق. وأخیراً فقد یزیف الباطل ویجمل حتى یبدو بصورة حق دون أن یمتزج به. وقد حفل تأریخ البشریة بما لا یحصى من الفتن والویلات التی طالته من خلال الشبهات والوساوس الشیطانیة، حتى مارس الطغاة والمخادعون سلطتهم على الناس بواسطة تلک الشبهات. وأفضل نموذج على ذلک المعارک الثلاث المعروفة ـ الجمل وصفین والنهروان ـ التی أودت بحیاة تلک الجماعة العظیمة من المسلمین وما ذلک إلاّ من خلال الشبهات التی إعتمدها أصحاب الباطل من أجل تحقیق أطماعهم ومآربهم; فالبکاء لیل نهار على قتل الخلیفة المظلوم (عثمان) والطواف بقمیصه الملطخ بالدم من أجل تعبئة الناس، حتى من قبل أولئک الذین ساهموا فی قتله وتلطخت أیدیهم بدمه، ومن ثم الإتیان باُم المؤمنین ورکوبها الجمل و... کلها نماذج حیة من الشبهة. رفع المصاحف على أسنة الرماح وشعار التسلیم الحکم القرآن والحیلولة دون إراقة دماء المسلمین هى الاخرى من شبهات معرکة صفین. بل أبشع صورة للشبهة فی محاولة تحمیل الإمام علی(علیه السلام)مسؤولیة قتل عمار بن یاسر فی معرکة صفین حیث إحتج الإمام(علیه السلام)بقول رسول اللّه(صلى الله علیه وآله): «یا عمار تقتلک الفئة الباغیة»، فاحتج علیه بأنّ الفئة الباغبة من أتت بعمار إلى المعرکة. أما أصحاب النهروان ممن کانوا یتظاهرون بصلاة اللیل وقراءة القرآن التی لاتتجازو تراقیهم، فقد رفعوا شعارهم المعروف «لا حکم إلاّ اللّه» وقد انطوت هذه الشبهة على فئة عظیمة من الناس والتی أدت فی الختام إلى قتلهم وخلودهم فی جهنم وبئس المصیر. ویشهد عالمنا المعاصر الیوم أسوأ أنواع الشبهات، فما أکثر الشعارات البراقة الساحرة، من قبیل شعار الحریة والدیمقراطیة والمساواة وتفعیل حقوق الإنسان والحضارة والمدنیة وتطویر البشریة والتی ترتکب باسمها أعتى الجنایات وأقبح الجرائهم. وسنسلط مزیداً من الضوء على هذا الموضوع حین نصل إلى الخطبة الاربعین والخمسین الواردة بهذا الشأن، کما أشار الإمام(علیه السلام) إلى هذا الأمر فی الحکمة 198 من قصار کلماته فی نهج البلاغة.

 

النجاة من الشبهةعبثیة الخوف من الموت
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma