تعتبر الکوفة من المناطق الإسلامیة المشهورة فی التأریخ والتی کانت مسرّحاً لعدّة حوادث حتى إقترن تأریخ الإسلام بتلک المنطقة ویعتقد البعض أنّ إسمها مشتق من شکلها الذی یشبه الدائرة ، حیث کانت تصطلح العرب على المنطقة الرملیة المدورة بإسم «کوفان» ، وقال البعض سمّیت بذلک الإسم لاجتماع الناس هناک; لأنّ أحد معانی هذه المفردة هو الاجتماع والتجمّع کما ذکروا عدّة وجوه اُخرى للتسمیة لایسع المقام الخوض فی تفاصیلها. وقیل بنیت عام 17 هـ على عهد الخلیفة الثانی على ید سعد بن أبی وقّاص ، وکانت أکبر مدن العراق التی تشد إلیها الرحال. وسمّیت «قبة الإسلام». وقیل أن سعد بن أبی وقاص قد نزل المدائن بعد فتح العراق وغلبة الساسانیین فبعث رسله لیبشّر الخلیفة الثانی بالفتوحات ، فلما رأى الخلیفة رسل سعد وقد شحبت وجوههم سألهم السبب ، فذکروا له سوء مناخ مدن العراق ، فأمر ببناء مدینة تتناسب ومزاج العسکر فاختار سعد الکوفة. ولم تمض مدة حتّى إشتعلت فیها النار فاحترقت ـ ثم بنیت من اللبنات. وقد خیّر سعد المسلمین بنزول المدائن أو الکوفة. فاختار فریق منهم الکوفة واستعادوا صحتهم.(1)
وهناک عدّة روایات صرّحت بعضها بذم الکوفة فی حین صرّح البعض الآخر بمدحها ، ویبدو أنّ الروایات قد وردت بشأن مختلف عصور الکوفة والأقوام التی سکنت فیها. فقد فسرّت بعض الروایات قوله سبحانه (وَطُورِ سِـینِـینَ)(2) الواردة فی الآیة بالکوفة.
وجاء فی روایة عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «الکُوفَةُ رَوْضَةٌ مِن رِیاضِ الجَنَّةِ» ، کما ورد فی ذیل هذه الروایة أنّ فیه قبر نوح وإبراهیم وقبر سید الأوصیاء الإمام علی (علیه السلام)وقبور ثلاثمأة وسبعین نبیّاً وستمأة وصیّاً. وروى عن الإمام الصادق (علیه السلام) أیضاً أنه قال: «إنّه لیس بَلَدٌ مِنَ البُلدانِ وَمِصرٌ مِنَ الأمصارِ ، أکثَرَ مُحِبّاً لنَا مِن أهلِ الکُوفةِ»(3). مع ذلک فقد شهدت الکوفة عدّة عصور تسلّط علیها الأعداء ولاسیّما أعداء أهل البیت(علیهم السلام) بحیث أصبحت من الأوکار المناهضة للإسلام وأهل بیت النبی (صلى الله علیه وآله).