الشرح والتفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
القسم الثانی1 ـ الحق یؤخذ ولا یُعطى

أشار الإمام (علیه السلام) إلى رکن مهم فی الحیاة الإنسانیة فقال «لا یمنع الضیم(1) الذلیل، ولا یدرک الحق إلاّ بالجد» ما أجدر أن تکتب هذه العبارة بماء الذهب وتتلى صباح مساء فی أفنیة مستضعفی العالم حتى تصبح جزءاً من ثقافتهم وتترسخ فی أعماقهم. نعم إن الطغاة جرعوا الأذلاء والعجزة صنوف العذاب والظلم والاضطهاد ولم ینصفوهم ویمنحوهم حقوقهم، فالحق یؤخذ بالقوة إستناداً لمعانی العمل والسعی الدؤوب والاثرة وحمل السلاح وخوض غمار القتال، فالطغاة الجبابرة لا یفهمون سوى لغة الحدید والنار ولابدّ من مجابهتهم بالقوة. ویبدو أنّ طبیعة العالم کذلک فی أن سبیل بلوغ الأهداف العلیا المادیة والمعنویة إنّما عبد بالمطبات والعقبات الکؤود، ولا یظفر بهذه الأهداف من لم یقاوم هذه العقبات. ثم یقطع الإمام (علیه السلام) کافة الأعذار على هؤلاء فیخاطبهم ماذا تنتظرون، وعن أی دار تدافعون، ومع من تقاتلون وأنا بین أظهرکم «أی دار بعد دارکم تمنعون ومع أی إمام بعدی تقاتلون؟». نعم لن یسعکم الدفاع عن أی دار طالما تخاذلتم فی الدفاع عن دارکم بصفتها دار الإسلام، وإذا لم تلتحقوا بی فی القتال فلن یسعکم القتال مع أی أحد بعدی. وعلیه فلیس أمامکم سوى الأسر والعبودیة للعدو فیسلبوکم الإرادة والاختیار ـ فالواقع هو أنّ الإمام (علیه السلام) أراد حثهم على القتال من خلال بعض المعانی التی تثیر فی نفوسهم الحمیة والغیرة، فالوطن لا یسلم دون الدفاع عنه، وإن کانت لهم أدنى رابطة بإمامهم فهم مطالبون بالقتال فما عسى أن یکون الإمام من بعده والذی یسعهم القتال معه. ثم یخلص الإمام (علیه السلام) إلى عدم إمکانیة خوض القتال بمثل هذه العناصر الضعیفة الهزیلة التی فقدت مقومات المقاومة والثبات «المغرور ـ والله ـ من غررتموه»(2).

فالمحتال الخادع قد یتلاعب ببعض ممتلکات الناس ویمدّ یده إلى بعض حاجاتهم، أما أنتم فقد سلبتمونی کل شیء وقد ولیتم ظهورکم للعدل والطهر والتقوى والعزة والرفعة فضیعتم حقوق المسلمین ولاسیما المستضعفین والمحرومین. ثم قال (علیه السلام): «ومن فاز بکم، فقد فاز ـ والله ـ بالسهم الأخیب»(3). إشارة إلى أنّ مساعدتکم ونصرتکم لیست بشیء، ومن یعتمد علیکم کمن یشترک فی اقتراح لا تنطوی نتیجته سوى على الخسران.

فالإمام (علیه السلام) یرى فی نصرة أهل الکوفة الهزیمة الفشل وقد شبهها تشبیه رائع فی أنّ الفوز بهم کالفوز بالسهم الأخیب الخاسر. ثم أورد شبهاً آخر فقال (علیه السلام): «ومن رمى بکم فقد رمى بأفوق ناصل» فی إشارة إلى أنّ أهل الکوفة فاقدون لکافة مقومات الهجوم على العدو من قبیل قوة الإیمان التقوى والشجاعة، وقد فقدوا کافة القیم إثر تعلقهم بالحیاة الدنیا والاغترار بزخارفها وزبرجها.


1. «الضیم» یعنی الظلم والاضطهاد.
2. ان تقدیم المغمور ـ الخبر للمبتدأ ـ یفید الحصر، أی المغرور الواقعی هو هذا الفرد.
3. «أخیب» من مادة «خیب» بمعنى فقدان الشیء.

 

القسم الثانی1 ـ الحق یؤخذ ولا یُعطى
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma