2 ـ باعة الدین بالدنیا!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
1 ـ السیاسات الدنیویة لا تعترف بالأصول الأخلاقیة3 ـ علاقة النصر بالثبات

تعرضنا إلى حد ما فی البحث السابق إلى مسألة بیه الدین والقیم والمثل المعنویة بالمنافع المادیة الرخیصة، ولمسنا نموذج ذلک فی شخصیة عمرو بن العاص الذی أشارت إلیه الخطبة المذکورة، حیث صرحت بأنّه ومن أجل حکومة مصر ولو لمّدة قصیرة قد باع دینه وقیمه، وقد أعرب آخر عمره کما أورد ذلک المؤرخون عن مدى ندمه، ولکن حیث لم ینفع الندم وقد اُغلقت کافة سبل العودة.

القرآن الکریم من جانبه أشار إلى هذا الأمر بصفته أحد العوامل الرئیسیة المؤدیة إلى الانحراف ولاسیما بالنسبة للعلماء من عبدة الدنیا. ومن ذلک ما أورده القرآن بشأن فریقاً من علماء بنی اسرائیل ـ الذین کانوا یبشرون بظهور النبی قبیل انبثاق دعوته على ضوء العلم الذی کان لدیهم والأخبار الواردة فی کتبهم (التوراة والانجیل) إلاّ أنّهم حرفوا الکلم حین تعرضت بعض مصالحهم المادیة للخطر ـ فقد صرحت الآیة 187 من سورة آل عمران قائلة: (وَإِذ أَخَذَ اللّهُ مِـیثاقَ الَّذِینَ أُوتُوا الکِتابَ لَتُبَیِّـنُنَّهُ لِلنّاسِ وَلا تَکْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِـیلاً فَبِئْسَ ما یَشْتَرُونَ).

فمن الواضح أنّ القرآن الکریم یذمهم من أجل أنّهم حرصوا على متاع قلیل، بل المراد أنّ المتاع المادی ـ وأن تضمن أرفع المقامات وأکثر الثروات ـ یبقى قلیلاً مقارنة بالمتاع المعنوی (فَما مَتاعُ الحَیاةِ الدُّنْیا فِی الآخِرَةِ إِلاّ قَلِـیلٌ )(1).

على العموم فانّ کافة الأفراد الذین یقدمون طاعة المخلوق على طاعة الخالق ویؤثرون أطماعهم ومنافعهم على الآخرة ویضربون الأحکام الشرعیة عرض الحائط ولا یکترثون للحلال والحرام من أجل تحقیق أهوائهم الشخصیة إنّما هم فی زمرة باعة الدین بالدنیا. ویقابلهم اولئک الأفراد الذین لا یرون فی أعمالهم سوى رضى الله والتسلیم لإرادته، وهؤلاء هم الذین وصفهم القرآن بحزب الله الذین لا یرون حتى فی الأهل والقرابة من عائق أمام رضى الله (لا تَجِدُ قَوْماً یُـؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْیَوْمِ الآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ کانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِـیرَتَهُمْ...)(2).


1. سورة التوبة / 38.
2. سورة المجادلة / 22.

 

1 ـ السیاسات الدنیویة لا تعترف بالأصول الأخلاقیة3 ـ علاقة النصر بالثبات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma