فصل فی حسن الثناء (لسان الصدق)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
السند الشعبیالقسم الرابع

لقد ذکر الإمام(علیه السلام) فی هذه الخطبة أنّ لسان الصدق یجعله الله للمرء فی الناس خیر له من المال یورثه غیره. ولسان الصدق هو أن یذکر الإنسان بالخیر، ویثنى علیه به، قال سبحانه: (وَاجْعَلْ لِی لِـسانَ صِدْق فِی الآخِـرِینَ)(1) وهو دعاء إبراهیم الخلیل(علیه السلام). کما أشار البارئ سبحانه فی إطار ثنائه على طائفة من الأنبیاء (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْق عَلِـیّ)(2). واللسان فی الآیة بمعنى ذکر الإنسان بالخیر. وممّا لا شک فیه أنّ هذه القضیة لیست من قبیل القضایا الروتینیة الجوفاء، بل تنطوی على عدّة معطیات على مستوى الفرد والمجتمع، فهى:

أولاً: أنّها لمن دواعی الفخر والاعتزاز الخالد، بینما نرى أنّ الأموال والثروات المادیة إنّما توزّع فی لحظة وقد لا یبقى لها من أثر.

ثانیاً: إنّ حسن الثناء والذکر الحسن إنّما یسوق الآخرین للدعاء لهؤلاء الأفراد وطلب الرحمة والمغفرة لهم من الله; الأمر الذی لا تخفی آثاره المعنویة.

ثالثاً: إنّ هذا الأمر له تأثیره البالغ فی نفوس أبناء المجتمع فی الاقتداء باولئک الأفراد وإحیاء القیم العلیا فی المجتمع والقضاء على ما یخالفها، فقد جاء فی الروایة المعروفة «من سنّ سنّة حسنة کان له مثل أجر من عمل بها»(3).

وأخیراً أنّ ذلک من مدعاة العزة والرفعة والکرامة لدى نسل اُولئک الأفراد المحسنین، فما أکثر من نعرف من الأفراد الذین نکن لهم الحب والاحترام لانحدارهم من اُولئک الأفراد. هذه طائفة من الآثار المعنویة الفردیة والاجتماعیة للسان الصدق وطیب الاحدوثة.


1. سورة الشعراء / 84 .
2. سورة مریم / 50.
3. لقد ورد هذا المضمون فی عدة روایات ومنها کتاب وسائل الشیعة 11 / الباب 16 من أبواب الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر.

 

السند الشعبیالقسم الرابع
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma