إتمام الحجة على الخوارج

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
نظرة إلى الخطبةقصة التحکیم ثم ظهور أمر الخوارج

کما أشرنا سابقاً فان الإمام(علیه السلام) خطبها قبل بدأ معرکة النهروان التی أفرزتها قضیة التحکیم. فقد خرجت تلک الطائفة الجاهلة على الإمام بعد التحکیم لتعتبره هو المسؤول عنه، فی حین کان الإمام(علیه السلام) یعارض أصل التحکیم من الأساس إلى جانب رفضه الحکم. فالواقع أنّ الخطبة إتمام الحجة علیهم. فقد إستهل خطبته بالقول «نحن أهل بیت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائکة وعنصر الرحمة ومعدن العلم والحکمة ـ نحن أفق الحجاز، بنا یلحق البطیء وإلینا یرجع التائب»(1) ثم خاطبهم قائل: «فانا نذیر لکم أن تصبحوا صرعى(2)باثناء هذا النهر، وبأهضام(3) هذا الغائط (4) على غیر بینة من ربّکم، ولا سلطان مبین معکم». فعبارة الإمام(علیه السلام)نبوءة صریحة بشأن عاقبة معرکة النهروان حیث أخبرهم بأنّهم سیصرعون دون النهر، والافضع من ذلک موقفهم العسیر یوم القیامة واسوداد وجوههم، حیث لیس لهم من دافع للقتال سوى العصیبة والجهل دون وجود أیة بینة.

شرعیة یمکنهم الاستناد إلیها وعلیه فهم یهلکون أنفسهم فی الحیاة الدنیا ولیس لهم فی الآخرة إلاّ النار. ثم قال(علیه السلام) «قد طوحت(5) بکم. الدار وأحتبلکم (6) المقدار» والمفردة (دار) إشارة
إلى دار الدنیا أو بعبارة اُخرى الاغترار بالدنیا والعبودیة لها و«احتیل» من مادة حیل بمعنى الفخ، والمراد بالمقدار حسب بعض شرّاح نهج البلاغة الفکر الخاطىء والتحلیل العبثی لمختلف الحوادث، وقال البعض الآخر تعنی القدر الإلهی. وإذا تأملنا تأریخ الحادثة سیتضح لدینا الأثر البالغ الذی لعبه کلام الإمام (علیه السلام) فی هذه الطائفة، فقد کانت طائفة متعصبة لجوجة جاهلة هزیلة. ثم أشار (علیه السلام) إلى قضیة التحکیم فقال «وقد کنت نهیتکم عن هذه الحکومة فابیتم علی إباء المخالفین المنابذین، حتى صرفت رأبی إلى هواکم»إنکم لتحملونی مسؤولیة عمل أنتم إرتکبتموه، بل أبعد من ذلک جعلتم تهددونی بالقتل على قبوله، والآن بعد أن تبیّن لکم فداحة خطأ العمل تحاولون إلقاء تبعته علىَّ «وأنتم معاشر أخفاء الهام(7) سفهاء الأحلام». یمکن أن تکون هذه العبارة تأکید لسفاهة وبلاهة أصحاب النهروان.

کما یمکن أن تکون العبارد السابقة ـ کما ذکر ذلک بعض شرّاح نهج البلاغة ـ إشارة إلى خفة أهل النهروان الذین تتغیر أفکارهم وحرکتهم لأدنى شی، فهم یتعصبون یوماً للتحکیم، وآخر یعادونه أشد العداء، أمّا العبارة الأخیرة فهى تشیر إلى ضحالة فکرهم، وذلک لأن مؤامرات العدو کانت تتکشف یوماً بعد آخر ولم تکن خافیة على أهل البصائر إلاّ أنّهم لم یکونوا یرونها أو یدرکونها; الأمر الذی جعلهم یخدعون أکثر من مرة بحیل معاویة وبطانته، فیرتکبون ما یؤدی إلى بؤسهم وشقائهم وجر الویلات والمصائب على المسلمین. ثم یختتم الإمام(علیه السلام)خطبته بالتأکید على هذه الحقیقة بأنّ کل ما یصیبکم من بلاء ممّا إرتکبته أیدیکم ولست طرفا فیه أبداً، بل خالفتمونی وشهرتم سیوفکم لتهددونی بالقتل «ولم آت ـ لا أبا  لکم! ـ بجرا ولا أردت لکم ضراً». العبارة لا أبا لکم یمکن أن تکون سباً ولعناً، تشیر إلى أنّکم لم تحظوا بتربیة أسریة إسلامیة صحیحة، ومن هنا فانّکم تفعلون الأفعال الشائنة وتنسبوها إلى الآخرین، ویمکن أن تکون دعاءا علیهم; أی أمات الله آبائکم وهى فی الواقع کنایة عن ذلتهم وهوانهم; لأنّ فقدان الأب فی ریعان الشباب تدعو إلى الذلة والهوان.


1. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 2 / 283.
2. «صرعى» جمع «صریع» من مادة «صرع» بمعنى طریح، و تعنی الجنازة أو المقتول الملقى على الأرض; کما یطلق على من یسقط على الأرض فی المصارعة، و من هنا یطلق مرض الصرع على من یغمى علیه و یقع على الأرض.
3. «أهضام» جمع هضم وهو المطمئن من الوادی وتعنی الکسر والضغط.
4. الغائط ما سفل من الأرض والمراد هنا المنخفضات.
5. «طوحت» من مادة «طوح» بمعنى السقوط والهلکة، وإذا ورد من باب التفعیل کما ورد فی الخطبة فانّه بمعنى القذف فی المتاهة والمضلة.
6. «احتبل» من مادة «حبل»، أوقعکم فی حباله، والمقدار القدر الإلهی.
7. «الهام» جمع هامة رأس الإنسان أو سائر الکائنات الحیة، واخفاء الهام تغنی ضعاف الفعل.

 

نظرة إلى الخطبةقصة التحکیم ثم ظهور أمر الخوارج
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma