1ـ آفاق العصر الجاهلی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
العرب فی الجاهلیة2ـ شر دار أم خیرها

ضروری هو البحث حول العصر الجاهلی والمسائل المختلفة المرتبطة به من أجل التعرف على الإسلام وعظمة النبی(صلى الله علیه وآله)، فقد سعى المؤرخون لإحصاء المسائل المتعلقة بذلک العصر، وقد أشرنا إلى هذه المسألة فی شرح الخطبة الثانیة، وحیث أشار الإمام(علیه السلام) فی القسم الأول من هذه الخطبة إلى ذلک الموضوع فإننا نرى ضرورة الإشارة إلى بعض الأمور:

أـ الحدیث طویل فی عقائدهم الخرافیة فالوثتیة کانت هى الحاکمة والمنصوبة فی جوف الکعبة فهناک أوثان القبیلة والاسرة، ولبعضها أشکال وأخرى دون شکل. من عقائدهم أن الملائکة بنات الله، فی حین ینفرون أنفسهم بشدة من البنات. وینکرون القیامة ویشاورون أصنامهم فی الأمور المهمة، وطریقة ذلک أنهم یکتبون على السهام «افعل» و«لاتفعل» فیجعلونها مع بعضها ویخرجون واحد منها على أنه الأمر الذی أصدره الوشن. ومن خرافاتهم العقائدیة الإیمان بالغیلان وطیور الشؤم والبرکة وما إلى ذلک.

ب ـ على الصعید الإقتصادی فقد کان یدفعهم الفقر وعلاوة على وأد البنات إلى قتل الأولاد. وأغلب دخلهم کان عن طریق السلب والنهبت، وکان الأغلب وبسوء الوضع الإقتصادی یعیش حافیا شبه عریان، وإن کان لأحدهم لیاس متواضع دعا، ذلک للفخر فینشد:

من یک ذابت فهذا بتّى *** مقیّظ مصیّف مشتّ!

ج ـ على المستوى العاطفى فکفاهم أنهم لم یرحموا أی شیء وذلک بسبب طبیعتهم الوحشیة کما یقول ابن خلدون حیث یمیلون إلى السلب والتهب ولذتهم بذلک وفخرهم بالقتل ـ روی أن أحدهم سمع قول النبی(صلى الله علیه وآله) فی وصف الجنة ونعمها، فسأل هل فیها قتال ـ قیل: لا. قال إذن لا خیر فیها. قیل فی بعض التواریخ أن الحروب التی نشیت بین عرب الجاهلیة بلغت 1700 حرب دام لبعضها مئة عام وتعاقبت علیها الأجیال، وما أکثر الحروب التی کانت تنشب لأتفه الأسباب.

ى ـ أما على الصعید الإجتماعی فقد کانت أوضاعهم مزریة بفضل إنتشار الفساد والخمر حتى کان الشراب هو المتبادر إلى الأذهان من التجارة والشجاعة تعنی القتل والغیرة والعفة تعنی وأد البنات ـ کانوا یعشقون ثلاث: المرأة والخمر والقتال حتى قال شاعرهم:

إذا مت فادفنی إلى جنب کرمة *** تروى عظامى بعد موتی عروقها

ولا تدفننی فی الفلات فانّنی *** أخاف اذا ما متّ ألاّ أذوقها

کانوا یعتقدون بوجوب نصرة الصدیق على الحق کان أم الباطل. کما کان القمار بارزا عندهم حتى أنهم کانوا یخسرون فیها نسائهم. کان الزنا منتشرا بینهم حتى إشتهر عندهم الزانیات من أصحاب الرایات، وهکذا سائر المفاسد التی لا مجال لإحصائها.(1)

نعم هکذا کان العرب وقد أتقدهم الله بالإسلام، فلم ینجو من الخرافات والوثنیة والعقائد المنحطّة، بل تغیرت حتى أوضاعهم الإجتماعیة والإقتصادیة والعاطفیة وقد صنع من إنسانهم المتوحش مثال الفرد المتحضر الأسوة کمن على شاکلة أبی ذر والمقداد وعمار وبلال. وتتضح عظمة الإسلام ورسالة النبی(صلى الله علیه وآله) من هذه المقارنة، أما ظهور آثار الجاهلیة فی عصرنا باشکالها الأوسع والأقسى ـ بسبب الإبتعاد عن تعالیم الأنبیاء سیما تعالیم نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) لهی شهادة أخرى على عظمة هذه الرسالة.


1. للوقوف على المزید راجع بلوغ الأدب والإسلام والجاهلیة والتأریخ الکامل (ج 1) وسید المرسلین وشرح العلامة الخوئی لنهج البلاغة.

 

العرب فی الجاهلیة2ـ شر دار أم خیرها
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma