2 ـ مقوّمات النصر وهزیمة الأمم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
1 ـ بسر بن أرطاة القائد السفاح لمعاویةالقسم الثالث

لقد شرح الإمام (علیه السلام) فی هذه الخطبة بعباراتها القصیرة ذات المعانی العمیقة المقوّمات التی تمنى بها الاُمم والشعوب ، ولا یقتصر هذا الأمر على أهل العراق والحجاز والیمن وقضیة والی من الولاة کمعاویة وقائد عسکره بسر بن ارطاة ، بل یشمل کافة العصور والدهور. فقد تحدّث الإمام (علیه السلام) فی بادئ الأمر عن وحدة الکلمة التی تعدّ السبب الرئیسی فی تضامن القوى وتعبئة طاقاتها فی مواجهة الأعداء. وممّا لاشک فیه أنّ أهم العوامل التی أدّت إلى انتصار جنود الإسلام على عهد رسول الله (صلى الله علیه وآله) على أعدائهم الذین کانوا یفوقونهم عدّة وعدداً إنّما یکمن فی وحدة الکلمة. فکم من فئة قلیلة هزمت عدوّها بفضل الاتحاد والإخاء. القرآن من جانبه اعتبر وحدة کلمة المسلمین من معاجز النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) (هُوَ الَّذى اَیَّدَکَ بِنَصْرِه وَ بِالْمُؤْمِنینَ * وَأَ لَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِی الأَرضِ جَمِـیعاً ما أَ لَّفْتَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ وَلـکِنَّ اللّهَ أَ لَّفَ بَیْنَهُمْ)(1) ، کما اعتبر الوحدة الإسلامیة التی سادت المسلمین أبان عصر الرسالة من النعم الإلهیة الکبرى على الاُمّة الإسلامیة (وَاذکُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَیْکُمْ إِذ کُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِکُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوان)(2) ، فی حین قرن الفرقة والشقاق بالعذاب الدنیوی والأخروی (قُلْ هُوَ القادِرُ عَلى أَنْ یَبْعَثَ عَلَیْکُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِکُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِکُمْ أَوْ یَلْبِسَکُمْ شِـیَع)(3). کما أشار الإمام (علیه السلام)إلى مسألة الانضباط وحنکة القیادة على أنّها العامل الآخر المکمَّل لعنصر الاتحاد والإخاء والتضامن. والحق رأینا عدّة ثورات فى عصرنا الراهن قد کتب لها النجاح بینما لم توفّق غیرها لهذه النتیجة ، ولعلّ العامل الرئیسی فی ذلک النجاح إنّما یستند إلى وحدة القیادة ، بینما تعانی غیرها من التشتت وتعدد مراکز القرار.

ثم تطرق (علیه السلام) إلى الأمانة بفضلها العامل الثالث من عوامل النصر. فمما لاشکّ فیه أنّ أیّة أمة من الأمم لن تذیق طعم النصر والسعادة مالم تستثمر طاقاتها وثرواتها بالشکل الصحیح. ولا یتیسّر هذا الأمر إلاّ إذا کانت الأمانة هى التی تحکم أفراد الاُمة وتدفعها لصون إمکاناتها الاجتماعیة.

أمّا العامل الأخیر الدخیل فی النصر فإنّما یکمن فی صلاح أفراد المجتمع ، وبعبارة اُخرى فإنّ أفراد الاُمة لن یتخلّوا على مشاکلهم ویتخلّصوا من مخالب الأعداء مالم یأخذوا بنظر الاعتبار مصالح المجتمع ویضحوا بمنافعهم الشخصیّة ویجدوا ویجتهدوا فی إصلاح مجتمعهم ، ولیعلم اُولئک الذین یهمّون بمنافعهم الشخصیّة ولو أدّت إلى فساد المجتمع إنّهم إنّما یقضون على المجتمع وبالتالی یقضون على أنفسهم.


1. سورة الأنفال / 62 ـ 63.
2. سورة آل عمران / 103.
3. سورة الانعام / 65.

 

1 ـ بسر بن أرطاة القائد السفاح لمعاویةالقسم الثالث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma