الشرح والتفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
القسم الثانی أعمال عثمان وأسباب قتله

یقابل هذا القسم من الخطبة القسم المذکور تماما، أو بعبارة اُخرى یمثل المرحلة الثانیة من مراحل المجابهة. فقد کان الإمام(علیه السلام) یؤکد فی القسم المذکور على ضرورة ضبط النفس واجتناب القتال، واللجوء إلى منطق السلام والصبر والتحمل. بینما یتحدث هذا القسم بصورة قاطعة حادة عن القتال واللجوء إلى القوة; ولا غرو فقد أغلقت جمیع السبل والأسالیب، وثبت بالضرس القاطع أنّ معاویة لا یستسیغ أی منطق واستدلال، ولا یفهم سوى تحقیق مطامعه فی الحکومة التی یضحی من أجلها بالغالی والنفیس. ومن الطبیعی ألا یکون هنالک من سبیل لمواجهة هذا الشخص سوى الاستسلام وتفویض المقدّرات الإسلامیة إلیه، أو شهر السلاح بوجهه وقتاله. ومن هنا قال الإمام(علیه السلام): «ولقد ضربت أنف هذا الأمر وعینه، وقلبت ظهره وبطنه، فلم أر لی إلاّ القتال أو الکفر بما جاء محمد(صلى الله علیه وآله)». العبارة «ضربت أنف هذا الأمر وعینه» مثل تقوله العرب فی الاستقصاء فی البحث والتأمل والفکر. والعبارة «وقلبت ظهره وبطنه» هى الاُخرى کنایة عن دراسة کافة جوانب الموضوع: لأنّ الإنسان إذا أراد أن یشترى بضاعة قلب ظهرها وبطنها لیتعرف على کافة ممیزاتها. أما قوله(علیه السلام) «فلم أر لی إلاّ القتال أو الکفر بماء جاء محمد(صلى الله علیه وآله)» فذلک لأنّ الإمام(علیه السلام)إذا سکت وترک الاُمّة لحالها لقاد ذلک إلى انحراف الناس عن الإسلام واستتباب الحکومة الجاهلیة الأمویة والسفیانیة وإحیاء مبادئ الشرک والوثنیة، وهذا یعنی تجاهل کافة القیم والمثل التی جهد رسول اللّه(صلى الله علیه وآله)مدة ثلاث وعشرین سنة فی إرسائها وتحمل صنوف العذاب من أجل ترسیخها، وأصبح علی(علیه السلام)خمسة وعشرین عاماً جلیس البیت من أجل الحفاظ علیها، وعلیه فلم یبق من سبیل أمام الإمام(علیه السلام)سوى القتال بصفته الأمین على الإسلام وقیمه، وهذا هو الرد الصریح على کافة من یشکک فی قتاله(علیه السلام)لمعاویة. ثم أشار(علیه السلام) إلى مسئلة قتل عثمان واستغلالها من قبل معاویة وزبانیته بغیة الوصول إلى أغراضه ومآربه، فقال «إنّه قد کان على الأمّة وال أحدث أحداثاً، وأوجد الناس مقالا، فقالوا ثم نقموا فغیروا» فمراد الإمام(علیه السلام)أن العامل الرئیسی لقتل عثمان هو نفس عثمان، الذی أتى بالأعمال المخالفة للعدل والسنة النبوبة، والتی أججت غضب الناس فحاصروه ثم قتلوه، ولذلک لم یتحرک أی من صحابة رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) للدفاع عنه، حتى قتل وبقی ثلاثاً على الأرض لم یدفنه أحد من المسلمین(1) وهذا بدوره یکشف عن مدى غضب الاُمّة ونقمتها علیه. وعلیه فقتل عثمان لم یکن ذریعة تدعو للخروج على أمیرالمؤمنین(علیه السلام). وبالطبع فان أصحاب تلک الذریعة کانوا یعلمون هذا الأمر أکثر من غیرهم، إلاّ أنّهم لم یروا أفضل من هذه الذریعة لتعبئة أهل الشام ضد أمیرالمؤمنین(علیه السلام).


1. الکامل لابن أثیر 3 / 180.

 

القسم الثانی أعمال عثمان وأسباب قتله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma