2 ـ هل الجهاد الإسلامی دفاعی فقط؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
1 ـ الجهاد سر رفعة الشعوب وعزتهاالقسم الثانی

منذ سنوات وقد شغل هذا السؤال أذهان الأوساط الإسلامیة بما فیها العلماء، فقد ذهبت طائفة إلى أنّ کافة غزوات رسول الله (صلى الله علیه وآله) کانت دفاعیة حذراً من اتهام الإسلام من أنّه قد انتشر بالسیف ورهبة السلاح! أو بعبارة اُخرى خشیة اتهام الإسلام بالروح السلطویة والفتوحات العسکریة. وبالمقابل هناک طائفة اُخرى ترى أنّ الغزوات الإسلامیة على قسمین ; بعضها هجومیة وبعضها دفاعیة، وترى أنّ هذین القسمین حق ثابت للمسلمین الیوم، وتعتقد أنّ الإسلام موظف بتحریر المسلمین الذین یرزحون تحت نیر السلطات الظالمة ; الأمر الذی یدخل ضمن الجهاد الهجومی، کماترى أنّ الإسلام مکلّف بتمهید السبیل أمام ممارسة الاعلام المنطقی وإزالة کافة العوائق التی تعترض هذا السبیل ولو اضطر للجوء للقوة وهذا نوع آخر من الجهاد الهجومی. کما هنالک رأی ثالث یقول أنّ طبیعة القتال فی الإسلام هى طبیعة دفاعیة، إلاّ أنّ المسائل الدفعاعیة قد تجعل الهجوم ضرورة. مثلاً الدفاع عن المظلومین، أو بعبارة اُخرى التدخل الإنسانی وإن کان یبدو ظاهریاً هجوماً إلاّ أنّه فی الواقع دفاع عن قوم یرزحون تحت الظلم والاضطهاد، وعلیه فالدفاع عنهم ضروری بالنسبة لکافة الأفراد من أهل الإیمان. والهجوم بالمعنى الثانی ـ یعنی تمهید السبیل أمام حریة الأعلام المنطقی وممارسة التبلیغات ـ هو الآخر دفاع تجاه بعض الموانع، فانّ الإسلام یأذن بقتال العدو إذا ما خلق بعض الموانع والعراقیل.

أمّا العبارات التی وردت فی بدایة هذه الخطبة إنّما هى دلیل واضح على دفاعیة طبیعة الجهاد ; فقد شبه فی موضع باللباس وفی آخر بالدرع وفی ثالث بالجنة، ونعلم بأنّ جمیع هذه الاُمور من قبیل الوسائل الدفاعیة. وأمّا العبارات القادمة فقد تضمنت إشارات إلى الهجوم الذی یختزن بعداً دفاعیاً، ومن ذلک قوله (علیه السلام): «قلت لکم: اغزوهم قبل أن یغزوکم». ویمکن أن یکون هناک استثناء واحد لهذا القانون الکلی وهو الجهاد والقتال من أجل إزالة الصنمیة والوثنیة ; وذلک لأنّ الإسلام یرى فی الوثنیة أکبر خطر یهدد المجتمع البشری من الناحیة المعنویة والمادیة، فیصرح بالجهاد من أجل القضاء على الوثنیة فی حالة عدم جدوى التبلیغ.

لاشک أنّ بعض الطغاة والجبابرة سیستغلون مسألة الدفاع عن المظلومین أو مواجهة الانحطاط الفکری والثقافی کوسیلة للتغطیة على أهدافهم العدوانیة والتوسعیة، إلاّ أنّ ذلک لایحد من قیمة هذه المفاهیم أبداً. فاستغلال هذه المفاهیم المقدسة لیس بالشیء الجدید. وللوقوف على أهداف الجهاد فی الإسلام یمکن مراجعة المجلد الثانی من تفسیر الأمثل، الآیة 193 من سورة البقرة.

 

1 ـ الجهاد سر رفعة الشعوب وعزتهاالقسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma