فرار العبید

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
قصة الخریت بن راشد الناجىّ وخروجه على علیّ(علیه السلام) 1 ـ من بین الأسئلة التی تطرح بشأن هذه الخطبة

قال الإمام(علیه السلام) بعد أن سمع خبر فرار مصقلة ـ عامل الإمام على منطقة أردشیر حرّة من مناطق فارس ـ «قبح اللّه مصقلة فعل فعل السادة، وفر فرار العبید». لقد قام مصقلة بعمل إنسانی کبیر وذلک حین إشترى أسرى بنی ناجیة وأعتقهم فلما طولب بالمال وإعادته إلى بیت مال المسلمین وبدلاً من سؤال المهلة للتسدید هرب بالمال إلى الشام حیث معاویة الذی عرف بخداعه للناس واستعبادهم وظاهر القضیة أن مصقلة وخشیة دینه لبیت المال هرب إلى الشام، بینما یبدو أنّه کان مستعد مسبقاً لهذه الخیانة العظمى، فلعله کان یخشى الفضیحة من بعض الأعمال الاُخرى التی قارفها، ولعل شدة علی(علیه السلام)فی العدل والاصرار على إسترداد حقوق بیت المال قد شقت علیه کما شقت على الآخرین. ویؤید ذلک ما قاله صاحب مصقلة ذهل بن حارث أنّ مصقلة قال لم أکن لأغتم لو کنت مدیناً لعثمان أو معاویة، فهما یتسامحان فی بیت المال، وقد فعلا ذلک بحق الالاف المؤلفة، الا أن علی(علیه السلام) شدید التعامل مع بیت المال. مع ذلک فلیس هنالک من مبرر لفعل مصقلة، ولا سیما إثر ذلک التناقض الواضح، فقد تکرم من جانب لیقوم بذلک العمل الإنسانی، ومن جانب آخر قام بتلک الخیانة وهرب! لذلک قال(علیه السلام): «فما أنطلق مادحه حتى أسکته، ولا صدق واصفه حتى بکته»(1) فقد فعل ما یدعو إلى مدحه من قبل کل من یسمعه، إلاّ أنّ خبر عتقه لسبایا بنی ناجیة لم یکد ینتشر بین الناس حتى إنتشر قبله نبأ فراراه إلى الشام، فاصاب الجمیع بالدهشة والذهول، فکیف یلجأ إلى معاویة من یقوم بهذا العمل النجیب، فیؤثر مجاورة معاویة والوقوف إلى جانبه على علی(علیه السلام)؟ نعم لایسع الجمیع تحمل العدل! ثم إختتم کلامه بالقول «ولو أقام لأخذنا میسوره، وانتظرنا بماله وفوره» أجل هذا منطق القرآن الکریم (وَإِنْ کانَ ذُو عُسْرَة فَنَظِرَةٌ إِلى مَیْسَرَة)(2). لیس هنالک من یعتقد بأنّ علی(علیه السلام)سیعامله على خلاف القرآن وأحکامه، وعلیه فلا یقبل عذره فی خشیته من الإمام(علیه السلام)فی تسدید ما بذمته لبیت المال. وهنا یبرز هذا السؤال لم لم یهبه الإمام(علیه السلام) ذلک المال تقدیراً لعمله الإنسانی، فمصقلة لم یکن لیتحمل بذلک الدین لمصالحه الشخصیة بل کان نتیجة طبیعة لذلک العمل الجبار الذی قام به؟ ونقول فی الجواب على هذا السؤال أنّ الإمام(علیه السلام) لو فعل ذلک لأصبحت سنة فی المستقبل، بحیث یقوم کل عامل وآمر بالطلاق سراح الاُسرى; الأمر الذی یفرز بعض المخاطر التی تهدد کیان المجتمع الإسلامی بینما یحظی الأمر بمدح الناس وثنائهم. أضف إلى ذلک فانّ مثل هذا البذل یزعزع أسس ودعائم بیت المال ویعید إلى الاذهان سیاسة البذخ والاسراف التی إتبعها عثمان تجاهه، بینما کان الإمام(علیه السلام) قد وعد الاُمّة بأنّه سیتسرجع کل ما أخذ من بیت المال بغیر حق وإن تزوج به النساء.


1. «بکته» من مادة «بکت» على وزن بخت بمعنى الضرب بالعصا، کما تعنی التوبیخ والغلبة على الآخرین عن طریق الاستدلال.
2. سورة البقرة / 280.

 

قصة الخریت بن راشد الناجىّ وخروجه على علیّ(علیه السلام) 1 ـ من بین الأسئلة التی تطرح بشأن هذه الخطبة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma