تعالج هذه الخطبة ثلاثة مواضیع وهى:
1ـ التأکید على جهاد العدو والعواقب الوخیمة لترک الجهاد. والذی یمثل أطول جانب من الخطبة فالإمام (علیه السلام)یعرض باللوم لأهل الکوفة ـ فی هذا القسم من الخطبة الذی یشکل معظمها ـ ویذمهم بمختلف العبارات الشدیدة القسوة. وبالطبع فانّ ذلک جاء بعد عدم جدوى کافة الأسالیب عن طریق الاستدلال والبرهان والمنطق والمحبة لتعیئتهم للجهاد ومواجهة العدو، فلم یکن أمامه سوى هذا الاسلوب، فقد کان یشبههم أحیاناً بالمجانین الذین فقدوا شعورهم وأحاسیسهم فلم یعودوا یدرکوا ما یضرهم وینفعهم، وأحیاناً اُخرى یشبههم بالابل التی ضل رعاتها، ثم یسعى لتعبئتهم من خلال تنبیههم إلى قسوة عدوهم.
2ـ عزمه الراسخ فی مجابهة العدو سواء کان هناک من یهب لنصرته أم لم یکن.
3ـ الحقوق المتبادلة بین الإمام والاُمّة، فیعرض بادىء ذی بدء إلى حقوق الاُمّة على الإمام، فیلخصها فی أربع عبارات، ثم یبین باربع عبارات اُخرى حقوق الإمام على الاُمّة. وکأن الإمام(علیه السلام) أراد أن یختتم الخطبة بما یحیل مرارة ذمه حلاوة عل ذلک یجدی نفعاً فی علاج ضعفهم وتقاعسهم.