هم بنو فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالک بن کنانة ، حی مشهور بالشجاعة ، منهم علقمة بن فراس وهو جذل الطعان. ومنهم ربیعة بن مکدم بن حرثان بن جذیمة بن علقمة بن فراس الشجاع المشهور ، حامی الظعن حیاً ومیتاً ، ولم یحم الحریم وهو میت أحد غیره; عرض له فرسان من بنی سلیم ، ومعه ظعائن من أهله یحمیهم وحده ، فطاعتهم ، فرماه نبیشة بن حبیب بسهم أصاب قلبه ، فنصب رمحه فی الأرض ، واعتمد علیه وهو ثابت فی سرجه لم یزل ولم یمل. وأشار إلى الظعائن بالرواح ، فسرن حتى بلغن بیوت الحی ، وابن سلیم قیام إزاءه لا یقدمون علیه ، ویظنونه حیاً; حتى قال قائل منهم: إنّی لا أراه إلاّ میتاً ، ولو کان حیاً لتحرک; إنّه والله لماثل راتب على هئیة واحدة ، لا یرفع یده ، ولا یحرک رأسه. فلم یقدم أحد منهم على الدنو منه ، حتى رموا فرسه بسهم ، فشب من تحته ، فوقع وهو میت ، وفاتتهم الظعائن.(1)
وجاء فی کتاب بلوغ الأدب أن شجاع کل فرد من أبناء هذه القبیلة بعشرة من شجعان سائر القبائل ، وهم أشجع قبائل العرب.(2)
والطریف فی الأمر أن جیش الإمام (علیه السلام) فی الکوفة قد بلغ عشرات الآلاف ، بل بلغ طبق روایة مئة ألف جندی(3) ، إلاّ أنّ الإمام (علیه السلام) یتمنى استبدال کل هذا الجیش بألف من فرسان بنی فراس; الأمر الذی یدل على مدى ضعف جیش الکوفة وعجزه ، ومدى شجاعة أبناء قبیلة بنی فراس ، فقد تضاعفت شجاعتهم الذاتیة فی ظل الإسلام والإیمان. کما جاء فی القرآن الکریم: (کَمْ مِنْ فِئَة قَلِـیلَة غَلَبَتْ فِئَةً کَثِـیرَةً بِإِذنِ اللّهِ).(4)