وردت عدة عبارات فی نهج البلاغة بشأن الکوفة وأهلها، ومن ذلک الخطبة المذکورة التی أشارت إلى المکانة المقدسة للکوفة وأنّها ستشهد حوادثاً مریرة وألیمة، وأنّ اللّه حافظها من کل جبار عنید. بینما وردت بعض الخطب التی تذم الکوفة، ومن ذلک الخطبة 25 حیث خاطب الإمام(علیه السلام) الکوفة قائلاً «إنّ لم تکونی إلاّ أنت تهب أعاصیرک فقبحک اللّه». الروایات هى الاُخرى صرحت بمدح الکوفة، فقد جاء فی الحدیث عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام)أنّه قال بشان الکوفة «هذه مدینتنا ومحلتنا ومقر شیعتنا»(1)، کما جاء فی روایة أنّ الإمام الصادق(علیه السلام)دعا للکوفة قائل: «اللّهم ارم من رماها وعاد من عاداها» وللجمع بین الروایات نقول إنّ الکوفة ذاتا مقدسة وأهلها من خلص شیعة أهل البیت(علیهم السلام)ممن یتحلون بالورع والتقوى، إلاّ أنّ أجواء الکوفة تلوثت بفعل سیطرة بنی أمیة ودس العیون والجواسیس فیها وأعان الظلمة وتسلیط الفساق علیها وایداع بیت المال إلى عبدة الأهواء. فاذا مدحت الکوفة فالمراد اُولئک النجباء من الشیعة، وان ذمت فلذلک الفساد الذی طالها من قبل بنی أمیة. ونکتفی بهذا القدر على أن نخوض فی جوانب هذا الموضوع فی الابحاث القادمة ذات الصلة.