رأینا فی آخر الخطبة أنّ الإمام(علیه السلام) وقف أمام سبیلین لا ثالث لهما; إما الحرب أو الکفر بما جاء به النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله). وما ذاک إلاّ أنّ الحرب ورغم ما یکتنفها من خراب ودمار وویلات، غیر أنّها قد تکون السبیل الوحید لمجابهة الظلم والاضطهاد وعدم العدل کما تشکل الوسیلة الناجعة لاستئصال جذور الفساد والانحراف ومن هنا کانت إحدى غایات القتال، کما صرح بذلک القرآن القضاء على الفتنة واخماد نیرانها واعادة الاُمور إلى مجاریها الطبیعیة (وَقاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَکُونَ فِتْنَةٌ)(1) وقال (فَقاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتّى تَفِیءَ إِلى أَمْرِ اللّهِ)(2) وهنا یغلق أولیاء اللّه أبواب الراحة والدعة ویهبوا لخوض القتال وتحمل عنائه وشدائده، ولا عجب فالتضحیة بحطام الدنیا لا یؤثر على سعادة الاخرى.