کما ذکرنا سابقاً فان هذه الخطبة ـ المعروفة بخطبة الجهاد ـ من أشهر خطب أمیرالمؤمنین (علیه السلام) التی تدور حول محور الجهاد. فقد استهل الخطبة بشرح أهمیة الجهاد ومعطیاته والعواقب الوخیمة التی تنتظر الأُمّة فی حالة ترکه. ثم عرض باللوم لأهل الکوفة بعد أن تعرض لحملة «سفیان الغامدی» على مدینة الأنبار وشهادة «حسان بن حسان» ـ العامل الوفی والأمین لأمیر المؤمنین (علیه السلام) على الأنبار ـ والجرائم التی ارتکبها أهل الشام فی سلب الأموال وهدم البیوت ـ وفی القسم الثالث من الخطبة إلى ذم أهل العراق آنذاک ثانیة والتعلل ببعض الاُمور بهدف التقاعس عن الجهاد ـ وأخیراً یختتم الإمام (علیه السلام) خطبته ببیان استعداده التام لجهاد العدو وسوابقه المشرقة بهذا الخصوص وفی الختام فهى خطبة ذات تأثیر بلیغ فی نفوس السامعین، حتى قال الشارح المعروف ابن أبی الحدید بهذا المجال: واعلم أنّ التحریض على الجهاد والحض علیه قد قال فیه الناس فأکثروا، وکلهم أخذوا من کلام أمیر المؤمنین (علیه السلام); فمن جید ذلک ما قاله ابن بناتة الخطیب بشأن الجهاد «.. فانّ الجهاد أثبت قواعد الإیمان، وأوسع أبواب الرضوان، وأرفع درجات الجنان..» ثم أضاف: فانظر إلیها وإلى خطبته (علیه السلام)بعین الانصاف، تجدها بالنسبة إلیها کمخنث بالنسبة إلى فحل، أو کسیف من رصاص بالاضافة إلى سیف من حدید.(1)