حزب الله وحزب الشیطان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
وقعة الجملالقسم الثانی

لقد تضمّنت خطبة الإمام(علیه السلام) إشارة لطیفة إلى ما أورده القرآن الکریم فی آخر سورة المجادلة، حیث صنفت الآیة القرآنیة المبارکة الناس إلى حزبین هما: «حزب الله» و«حزب الشیطان»، کما أشارت إلى المیزة الرئیسیة التی یتّصف بها حزب الله وهى صفة الحب فی الله والبغض فی الله (لا تَجِدُ قَوْماً یُـؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْیَوْمِ الآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ کانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِـیرَتَهُمْ أُولـئِک َ کَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الإِیمانَ وَأَیَّدَهُمْ بِرُوح مِنْهُ وَیُدْخِلُهُمْ جَنّات تَجْرِی مِنْ تَحْتِها الأَنْهارُ خالِدِینَ فِـیها رَضِـیَ اللّه عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولـئِک َ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ)(1).

وفی مقابل ذلک هناک حزب یهم بحفظ مصالحه ویعتمد أسلوب النفاق والخداع ولا یتورع عن موالاة أعداء الله وإظهار المودة لهم إلى جانب بث بذور الظلم والفساد بین صفوف العباد، فیصفهم القرآن قائلا: (إِسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِکْرَ اللّهِ أُولـئِک َ حِزْبُ الشَّیْطانِ ألا إِنَّ حِزْبَ الشَّیْطانِ هُمُ الخاسِرُونَ)(2).

والحزبان المذکوران لا یختصان بزمان نزول القرآن وعصر صدر الإسلام، بل تتعدد صورهما وأشکالهما فی کافة العصور والدهور. ولو ألقینا نظرة عابرة على عالمنا المعاصر لشاهدنا بوضوح هذین التیارین وقد کمن أحدهما مقابل الآخر، فعادة ما یستند حزب الشیطان إلى منطق القوة الغاشم والغطرسة والأموال والثروة والتآمر وممارسة الظلم والجور وبث بذور النفاق والفرقة وإشاعة الفساد والانحراف، بینمما یستند حزب الله إلى القیم والمثل والمبادئ الحقة ولا یتوانى فی التصدّی لزعماء الحزب المذکور. یتربص حزب الشیطان عادة لاستغلال الفرص المناسبة ومنها الثورات والانقلابات التی تطیح بحکومة وتأتی باُخرى. وأفضل شاهد على ذلک ما شهدته حکومة الإمام علی(علیه السلام) أوائل تشکیلها. فقد اتّفقت کلمة ما تبقى من فلول الجاهلیة الذین برزوا للوجود فی خلافة عثمان على مواجهة ربیب الإسلام وتلمیذ النبی(صلى الله علیه وآله) الإمام علی(علیه السلام)، فأشعلوا نیران الفتن التی کان من المقدر للإمام إخمادها والتغلب علیها، فعاثوا فی الأرض فساداً بما لم یدع للإمام من سبیل سوى الوقوف بوجههم ومقاتلتهم.

فالإمام(علیه السلام) یحذر الأمّة ومنذ الیوم الأول لحکومته من مکاید حزب الشیطان وعدم الانخداع بأسالیبه والأعیبه القذرة.

وأخیراً یفهم من عباراته(علیه السلام) أنّ للظلم والجور وطن وأنَّه یستند إلى اُسس ودعائم! نعم وطن الجور والظلم هو الموضع الذی یتجحفل فیه عسکر الشیطان، کما أنّ المبادئ التی ینتهجها حزب الشیطان لهى الأسس والدعائم التی یرتکز علیها الظلم والجور.


1. سورة المجادلة / 22.
2. سورة المجادلة / 19.

 

وقعة الجملالقسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma