الیأس من القوم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
القسم الثالثأسباب الهزیمة والفشل

یختتم الإمام(علیه السلام) هذه الخطبة ـ التی تعدّ من الخطب الألیمة للإمام (علیه السلام) بمعاودة ذم اُولئک القوم الذین ماتت أرواحهم علهم یفیقون قلیلاً فیعبئوا أنفسهم ویستغلوا إمکاناتهم ویهبوا للقاء عدّوهم فیریحوا الاُمّة الإسلامیة من شر أهل الشام الذین یمثلون حثالات زمان الجاهلیة، فقد قال (علیه السلام): «اَصبحت والله لا أصدق قولکم، ولا أطمع فی نصرکم، ولا أوعد العدو بکم».

نعم إنّ الإدارة الناجعة تتطلب ثقة متبادلة بین الاُمّة والقائد، وإنّ ثقة القائد بالاُمّة والعمل على تشجِیعها وغض الطرف عن أخطائها وتذکیرها بنقاط قوتها من شأنه أن امال القائد وأحلامه قد تتبدد من جراد الاُمّة التی تعیش الخواء الروحی والضعف والتشتت والتمزق والجهل بحیث لا یعد للتشجیع والثقة من دور فی إثاوتها وحشد طاقاتها، بحیث یستفعل مرضها بما یجعل من الصعقة الاسلوب الامثل للشقاء.

ـ فالعبارة وإن کانت تصور الأوضاع المزریة لأهل الکوفة، إلاّ أنّها تشیر إلى مدى عمق المشاکل التی إستنزفت أمیرالمؤمنین علی (علیه السلام) فی ذلک الزمان، فقد کان محقاً فی اعلانه عدم الوثوق بهم، فقد خالفوا کراراً وعودهم ونقضوا محارم عهودهم ونکثوا بیعتهم.

لم یکونوا یحسنون سوى الکلام فی المجالس وإطلاق الشعارات الرنانة والکلمات
الحساسة، فاذا دقت ساعة القتال ولوا زحفاً إلى مخادعهم وهربروا هرب الشاة من الذئب.

ثم قال(علیه السلام): «ما بالکم؟ مادواؤکم؟ ماطبکم؟ القوم رجال أمثالکم».

أو تعتقدون أنّ أهل الشام خلقوا من غیر طینتکم، أم لهم بقیة جسمیة وروحیة تختلف عنکم؟ کلا.

اللّهم الافارق واحد بینکما هو الاخلاق والمعنویات.

فهم یعملون ماذا یلزمهم من أجل القتال، إلاّ أنکم لستم کذلک رعتم النعمة العظیمة التی من الله بها علیکم بان جعل لکم إماماً عادلاً مقتدراً... لقد أرعبتکم إمکاناتهم حتى انتهى بکم ذلک إلى الذل والهوان.

یا للاسف أن یبتلى زعیم مثلی برعیة مثلکم.

نعم دواؤهم کان فیهم کما ورد ذلک فی الشعر الذی یتسب إلى الإمام(علیه السلام):

دواؤک فیک وما تبصر *** وداؤک منک وما تشعر

ثم یختتم (علیه السلام) خطبته بالقول «أقولاً بغیر علم؟ وغفلة من غیر ورع؟ وطمعا فی غیر حق؟».

أجل هذه هى العناصر التی تقف وراء بؤسکم وتعاستکم، فأنتم ترسلون الکلام على عواهته دون أن تستندوا إلى علم أو معرفته، ثم ولیتم ظهورکم للورع والتقوى وانهمکتم فی الدنیا وغفلتم عن الآخرة، وأخیرا فانّکم تحلمون بالنصر دون أن تعدوا له عدّته.

هذه هى العوامل الثلاث (القول دون العمل والجهل المشوب بعدم التقوى والأمل بالنصر دون إعداد مقدماته) التی تهدد بالفشل والهزیمة کل أمّة وقوم.

 

القسم الثالثأسباب الهزیمة والفشل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma