«یا أَشْباهَ الرِّجالِ وَلا رِجالَ! حُلُومُ الاَْطْفالِ، وَعُقُولُ رَبّاتِ الْحِجالِ! لَوَدِدْتُ أَنِّی لَمْ أَرَکُمْ وَلَمْ أَعْرِفْکُمْ مَعْرِفَةً ـ وَاللّهِ ـ جَرَّتْ نَدَماً، وَأَعْقَبَتْ سَدَماً، قاتَلَکُمُ اللّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِی قَیْحاً وَشَحَنْتُمْ صَدْرِی غَیْظاً وَجَرَّعْتُمُونِی نُغَبَ التَّهْمامِ أَنْفاساً، وَأَفْسَدْتُمْ عَلَیَّ رَأْیِی بِالْعِصْیَانِ وَالْخِذْلانِ حَتَّى لَقَدْ قالَتْ قُرَیْشٌ: إِنَّ ابْنَ أَبِی طالِب رَجُلٌ شُجاعٌ وَلَکِنْ لا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ. لِلَّهِ أَبُوهُمْ! وَهَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَها مِراساً، وَأَقْدَمُ فِیها مَقاماً مِنِّی؟ لَقَدْ نَهَضْتُ فِیها وَما بَلَغْتُ الْعِشْرِینَ، وَها أَنا ذا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّینَ وَلَکِنْ لا رَأْیَ لِمَنْ لا یُطَاعُ!».