تفید عبارات هذه الخطبة أنّ الخوارج ذهبوا إلى أنّ الحکم للّه بعد أن فرضوا التحکیم على الإمام(علیه السلام)ورجعوا عنه، وأن من ینکر ذلک الشعار قد خرج من الدین، ثم إندفعوا أبعد من ذلک لیتهموا علی(علیه السلام)بالخروج من الإسلام لقبوله التحکیم وعلیه أن یتوب. والحال أنّ التحکیم فرض على الإمام(علیه السلام)، ولو فرضنا ان الإمام(علیه السلام)إقترح ذلک فاصل التحکیم لایخالف الإسلام، وانحرف فی صفین واستغل من قبل معاویة. على کل حال فان الإمام(علیه السلام) یدعو علیهم ویذکرهم بسوء مقالتهم، ثم یخبر عن المستقبل المظلم للخوارج والذل الهوان الذی ینتظرهم.
«أَصابَکُمْ حاصِبٌ، وَلا بَقِیَ مِنْکُمْ آثِرٌ، أَبَعْدَ إِیمانِی بِاللّهِ وَجِهادِی مَعَ رَسُولِ اللّهِ(صلى الله علیه وآله)أَشْهَدُ عَلَى نَفْسِی بِالْکُفْرِ! لَقَدْ «ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنا مِنَ الْمُهْتَدِینَ» فَأُوبُوا شَرَّ مَآب وَارْجِعُوا عَلَى أَثَرِ الاَْعْقَابِ، أَمَا إِنَّکُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِی ذُلاًّ شامِلاً وَسَیْفاً قاطِعاً وَأَثَرَةً یَتَّخِذُها الظّالِمُونَ فِیکُمْ سُنَّةً».