وردت هذه الخطبة ـ کما یفهم من عنوانها ـ بشأن طلحة والزبیر بعد نقضهما البیعة وما تلاها من أحداث مریرة تمثلت إحداها بمعرکة الجمل، کما تشیر إلى قضیة المطالبة بدم عثمان التی تمسک بها أصحاب الجمل والتی استغلت فیما بعد من قبل أهل الشام.
وأخیراً تتضمن مذمتهم وتقریعهم من جانب الإمام(علیه السلام) والرد الحاسم على تهدیداتهم وتخرصاتهم. وتبدو مضامین هذه الخطبة أکثر شبهاً بخطبه 10، 26 و172; الأمر الذی جعل من المحتمل أن تکون کل خطبة من هذه الخطب جزءاً من خطبة واحدة وقد قام السید الرضی(رضی الله عنه) بتجزأتها على ضوء ما یناسب المقام.
الطریف فی الأمر أنَّ بعض الروایات صرّحت بأنّ عمرو بن العاص قال یوماً لعائشة: «لوددت أنّک قتلت یوم الجمل!». فردت عائشة متعجبة: «ولم؟ لا أباً لک!». فأجابها بن العاص: «کنت تموتین بأجلک وتدخلین الجنّة ونجعلک أکبر التشنیع على علیّ»(1).
یرى بعض شرّاح نهج البلاغة أنّ هذه من الخطب المتعلقة بمعرکة صفّین، وقد عنت عباراتها معاویة(2)، إلاّ أنّ الذی یستفاد من عنوان الخطبة الذی اعتمده السید الرضی(رضی الله عنه)وکلام ابن أبی الحدید(3) وسائر الشرّاح أنّ هذه الخطبة إنّما تتناول ناکثی البیعة من أصحاب الجمل، وإن کانت مضامینها تتناسب وحال الطائفتین; الجمل وصفین.