سند الخطبة وزمانها ومکانها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
الخطبة 27نظرة إلى الخطبة

قال ابن أبی الحدید هذه الخطبة من مشاهیر خطبه (علیه السلام); قد ذکرها کثیر من المحققین والمحدثین (غیر المرحوم الشریف الرضی) ورواها أبو العباس المبرد فی أول (الکامل) وأسقط من هذه الروایة ألفاظاً وزاد فیها ألفاظاً، وقال فی أولها: إنه انتهى إلى علی (علیه السلام) أنّ خیلاً وردت الأنبار(1) لمعاویة، فقتلوا عاملاً له یقال له: حسان بن حسان، فخرج مغضباً یجر رداءه، حتى أتى النخیلة، وأتبعه الناس، فرقى رباوة فی الأرض، فحمد الله وأثنى علیه وصلى على نبیّه (صلى الله علیه وآله)ثم قال: أما بعد فان الجهاد باب من أبواب الجنّة، فمن ترکه رغبة عنه، ألبسه الله الذل وسیم الخسف»(2).

کما أوردها المرحوم الکلینی فی کتابه الکافی فی بحث الجهاد.(3)

ونقلها صاحب مصادر نهج البلاغة عن عشرة مصادر معروفة قبل المرحوم السید الرضی ومنها: «البیان والتبیین للجاحظ وعیون الأخبار لابن قتیبة والأخبار الطوال للدینوری والغارات للثقفی والعقد الفرید لابن عبد ربّه والأغانی لأبی الفرج الأصفهانی...»(4)

وعلیه فانّ الإمام (علیه السلام) قد أورد هذه الخطبة فی النخیلة حین اُخبر (علیه السلام) بهجوم سفیان بن عوف الغامدی ـ والذی عبّر عنه الإمام (علیه السلام) بـ (أخو غامد) ـ على الأنبار وقتل عامله علیها حسان بن حسان وطائفة من المسلمین وقد نهبوا أموالهم وخربوا بیوتهم دون أن یواجهوا أدنى مقاومة ثم عادوا إلى الشام سالمین. فأمّا أخو غامد الذی وردت خیله الأنبار فهو سفیان بن عوف بن المغفل الغامدی; وغامد قبیلة من الیمن، وهى من الازد، أزد شنوءة ـ واسم غامد عمر بن عبد الله بن کعب بن الحارث بن کعب بن کعب بن عبد الله بن مالک بن نصر بن الأزد ـ وسمى غامداً لأنّه کان بین قومه شر فأصلحه وتغمدهم بذلک. قال سفیان بن عوف الغامدی، قال: دعانی معاویة، فقال: إنّی باعثک فی جیش کثیف، ذی أداة وجلادة، فألزم جانب الفرات، حتى تمر بهیت فتقطعها، فان وجدت بها جنداً فأغر علیهم وإلاّ فامض حتى تغیر على الأنبار، فان لم تجد بها جنداً فامض حتى توغل فی المدائن; ثم أقبل إلىّ واتق أن تقرب الکوفة. واعلم انک إن أغرت على أهل الأنبار وأهل المدائن فکأنّک أغرت على الکوفة; إن هذه الغارات یا سفیان على أهل العراق ترعب قلوبهم وتفرح کل من له فینا هوى منهم، وتدعو الینا کل من خاف الدوائر، فاقتل من لقیته ممن لیس هو على مثل رأیک، وأخرب کل ما مررت به من القرى، واحرب الأموال، فإن حرب الأموال شبیه بالقتل، وهو أوجع للقلب. قال: فخرجت من عنده فعسکرت، وقام معاویة فی الناس فخطبهم، فقال: أیّها الناس، انتدبوا مع سفیان بن عوف، فانّه وجه عظیم فیه أجر، سریعة فیه أوبتکم إن شاء الله ـ ثم نزل. قال: فو الذی لا إله غیره ما مرت ثالثة حتى خرجت فی ستة آلاف، ثم لزمت شاطئ الفرات، فأغذذت السیر حتى أمر بهیت، فبلغهم أنی قد غشیتهم فقطعوا الفرات، فمررت بها وما بها عریب، کأنّها لم تحلل قط، فوطئتها حتى أمر بصند وداء، ففروا فلم ألق بها أحداً، فأمضی حتى أفتتح الأنبار، وقد نذروا بی، فخرج صاحب المسلحة إلی، فوقف لی فلم أقدم علیه حتى أخذت غلماناً من أهل القریة. فقلت لهم: أخبرونی کم بالأنبار من أصحاب علی (علیه السلام)؟ قالوا: عدة رجال المسلحة خمسمائة، ولکنهم قد تبددوا ورجعوا إلى الکوفة; ولا ندری الذی یکون فیها، قد یکون مائتی رجل، فنزلت فکتبت أصحابی کتائب، ثم أخذت أبعثهم إلیه کتیبة بعد کتیبة، فیقاتلهم والله ویصبر لهم، ویطاردهم ویطاردونه فی الأزقة، فلما رأیت ذلک أنزلت إلیهم نحواً من مائتین، وأتبعتهم الخیل، فملا حملت علیهم الخیل وأمامها ثلاثین رجلاً، وحملنا ما کان فی الأنبار من الأموال; ثم انصرفت، فو الله ما غزوت غزاة کانت أسلم ولا أقر للعیون، ولا أسر للنفوس منها. وبلغنی والله أنّها أرعبت الناس، فلما عدت إلى معاویة، حدثته الحدیث على وجهه، فقال: کنت عند ظنی بک، لا تنزل فی بلد من بلدانی إلاّ قضیت فیه مثل ما یقضی فیه أمیره، وإن أحببت تولیته ولیتک، ولیس لأحد من خلق الله علیک أمر دونی، قال فو الله ما لبثنا إلاّ یسیراً، حتى رأیت رجال أهل العراق یأتوننا على الابل هرّاباً من عسکر علی (علیه السلام). وکان اسم عامل علی (علیه السلام)على مسلحة الأنبار أشرس بن حسان البکری. قال ابراهیم بن عبدالله بن قیس کنت مع أشرس بن حسان البکری بالأنبار على مسلحتها، إذ صبحنا سفیان بن عوف فی کتائب تلمع الأبصار منها، فهالونا والله، وعلمنا إذ رأیناهم أنه لیس لنا طاقة بهم ولا ید، فخرج إلیهم صاحبنا وقد تفرقنا فلم یلقهم نصفنا، وایم الله لقد قاتلناهم فأحسنا قتالهم; حتى کرهونا، ثم نزل صاحبنا، وهو یتلو قوله تعالى: (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَما بَـدَّلُوا تَبْدِیل). ثم قال لنا: من کان لا یرید لقاء الله، ولا یطیب نفساً بالموت، فلیخرج عن القریة مادمنا نقاتلهم، فان قتالنا إیاهم شاغل لهم عن طلب هارب، ومن أراد ما عند الله فما عند الله خیر للأبرار، ثم نزل فی ثلاثین رجلاً، فهممت بالنزول معه، ثم أبت نفسی، واستقدم هو وأصحابه، فقاتلوا حتى قتلوا رحمهم الله، وانصرفنا نحن منهزمین.(5)


1. الانبار محافظة من محافظات العراق التی تقع غرب بغداد.
2. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 2 / 75.
3. الکافی 5 / 4.
4. مصادر نهج البلاغة 1 / 397.
5. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 2 / 85 ـ 87 .

 

الخطبة 27نظرة إلى الخطبة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma