عاقبة الضعف أمام العدو

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
الضعف أمام العدوسؤال

رغم أن التعالیم الإسلامیة تستند إلى ارساء قواعد السلام مع کافة الاُمم والشعوب ـ باستثناء تلک الحالات التی یشهر فیها السلاح ضد الإسلام والمسلمین ـ إلاّ أنها توصی بالشدة والصلابة فی بعض الحالات الطارئة، ونموذج ذلک ما ورد فی هذه الخطبة وسائر خطب نهج البلاغة بشأن العتاة المردة من أهل الشام من جیش معاویة. فقد کان معاویة یستغل الفرص من أجل إضعاف أهل العراق وزعزعة روحیاتهم، فقد کان یجهز بعض الجماعات ویعبئها لشن غاراتها على بعض المناطق الإسلامیة فتنشر فیها الذعر والخراب والدمار وتذبح من فیها دون الإکتراث للشیوخ والنساء والصبیان إلى جانب نهب الأموال والثروات وقد تکررت مثل هذه الحادثة لأکثر من مرّة على عهد الإمام(علیه السلام)، فکان الإمام(علیه السلام)یستصرخ أهل الکوفة لمواجهة هذه الأخطار فکانوا یردون علیه بکل ضعف وفتور وکأنّهم لم یعلموا بما یجری حولهم وقد غطوا فی نوم عمیق: الأمر الذی جعل إعتداءات أهل شام تتصاعد یوماً بعد آخر، حتى أصبح العراق بعید شهادة الإمام(علیه السلام) لقمة سائغة لمعاویة ورهطهَ بحیث لم یتمکن الإمام الحسن(علیه السلام)من الوقوف بوجه ذلک الظالم، ولا عجب فی الأمر فلم تکن لدیه القوة الکافیة من الأفراد التی یستطیع بواسطتها قتال معاویة. ونلمس الیوم هذه الحقیقة بوضوح فی عالمنا المعاصر، وإذا لم نلتفت إلى تحرشات العدو وتقبرها فی المهد فانّها ستتسع شیئاً فشیئاً، آنذاک لم یمکن المواجهة والصمود. وعلیه فلابد من الانتباه إلى أدنى حرکة عسکریة أو إعلامیة أو إقتصادیة والتعامل معها فوراً بمنتهى الصلابة لیضطر العدو للدفاع بدلاً من الهجوم. فعادة ما تحاول العناصر الضعیفة التی تمیل إلى الدعة والراحه لحمل مثل هذه الحرکات على البراءة بعید عن حملها محمل الجد وإساءة الظن بها، والحال أنّها إنّما تبدر من العدو الذی لاینبغی الغفلة عن إتهامه ریثما تتکشف الحقائق. ونختتم البحث بالعبارات الواردة فی خطبة الجهاد حیث قال(علیه السلام): «ألا وإنّی قد دعوتکم إلى قتال هؤلاء القوم لیلاً ونهاراً وسراً وأعلاناً وقلت لکم: إغزوهم قبل أن یغزوکم: فواللّه ما غزی قوم قط فی عقر دارهم إلاّ ذلوا». (1)


1. نهج البلاغة، الخطبة 27.

 

الضعف أمام العدوسؤال
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma