الدنیا الغرور

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
الشرح والتفسیر القسم الثانی

لا أحد یعتقد بالخلود فی هذه الدنیا، فهى آیلة إلى الزوال والفناء وأنّ الإنسان سیودعها یوماً لیودع خده التراب فی تلک الحفرة، إلاّ أنّ زینة الدنیا وزبرجها قد تلقى بحجابها على هذا الواقع بحیث قد ینسى الإنسان الموت بالمرة، أو یتناسى تلک الحقیقة المرة، فینطلق فی نشاطاته وفعالیاته وکأنّه مخلد فی الحیاة الدنیا. وقد یطرح هذا الحجاب مؤقتا إذا ما مات أحدهم واشترکنا فی مراسم تشییعه ودفنه لتتضح أمامنا الدنیا على حقیقتها، فاذا عدنا إلى حیاتنا نسینا کل شی وعاد ذلک الحجاب، وکأنّ الموت لم یکتب علینا، وبالطبع فانّ هذا الکلام لا یصدق على أولیاء اللّه، فهم أرفع من أن تبعدهم هذه الحجب عن حقیقة الحیاة والموت، فهم لا یرون الدنیا سوى قنطرة إلى الآخرة. والحق أنّ تحذیر الإمام(علیه السلام) فی هذه الخطبة من الدنیا لا یعنی أبداً أنّه یحث الناس على مقاطعة الدنیا وترکها، کیف وهو یراها مقدمة للآخرة «الدنیا مزرعة الآخرة». والطریف أنّ بعض الشعراء من أولیاء اللّه قد صوروا هذه الحقیقة فی أشعارهم، ولا بأس هنا بالتعرض لهذه القضیة.

فقد ورد فی الحدیث المعروف: سعی إلى المتوکل بعلی الهادی(علیه السلام) أنّ فی منزله کتباً وسلاحاً من شیعته من أهل قم، وأنّه عازم على الوثوب بالدولة، فبعث إلیه جماعة من الأتراک، فهجموا على داره لیلاً فلم یجدوا فیها شیئاً ووجده فی بیت مغلق علیه، وعلیه مدرعة من صوف ،وهو جالس على الرمل والحصى هو متوجه إلى اللّه تعالى یتلو آیات من القرآن، فحمل على حاله تلک إلى المتوکل وقالوا له: لم نجد فی بیته شیئاً ووجدناه یقرأ القرآن مستقبل القبلة، وکان المتوکل جالساً فی مجلس الشرب، فدخل علیه والکأس فی ید المتوکل، فلما رآه هابه وعظمه وأجلسه إلى جانبه، وناوله الکأس التی کانت فی یده فقال: واللّه ما یخامر لحمی ودمی قط، فاعفنی فاعفاه، فقال: أنشدنی شعراً، فقال(علیه السلام): إنی قلیل الروایة للشعر، فقال: لابدّ، فأنشده(علیه السلام):

باتوا على قلل الاجبال تحرسهم *** غلب الرجال فلم تنفعهم القلل

واستنزلوا بعد عزمن معاقلهم *** واسکنوا حفرا یابئس ما نزلوا

ناداهم صارخ من بعد دفنهم *** أین الاساور والتیجان والحلل

أین الوجوه التی کانت منعمة *** من دونها تضرب الاستار والکلل

فافصح القبر عنهم حین ساءلهم *** تلک الوجوه علیها الدود یقتتل

قد طالما أکلوا دهراً وقد شربوا *** وأصبحوا الیوم بعد الأکل قد اُکلو(1)


1. بحارالانوار، 50 / 211.

 

الشرح والتفسیر القسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma