4 ـ الخیر والشّر فی القرآن الکریم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
3 ـ الخیرات التی تأتی من الشرور5 ـ الخیر والشّر فی الروایات الإسلامیّة

للخیر والشر معنىً واسع فی القرآن الکریم یشمل مصادیق متنوعة وأفراداً متفاوتین.

ورد الخیر فی القرآن بمعنى (المال) (البقرة/ 180) وبمعنى (العلم) (البقرة/ 269)، وبمعنى (الجهاد) (النساء/ 19)، وبمعنى (الأعمال الصالحة) (النساء/ 149)، وبمعنى (الإیمان) (الأنفال 23)، وبمعنى (القرآن) (النحل/ 30).

وبمعان أُخرى أیضاً مثل (الناس الأخیار)، (الظن الحسن) (الولد الصالح)، (البستان والزرع) وما شاکل ذلک.

ویجدر الإلتفات إلى أنّ هذه الکلمة قد ذُکرت فی القرآن 176 مرّة بصیغة المفرد و 12 مرّة بصیغة الجمع، فی حین نجد أنّ الشر مذکور 30 مرّة فقط بصیغتی المفرد والجمع!

وکلمة (شر) المضادّة لکلمة (خیر) وردت بمعنى البلاء والمصیبة، العذاب، أنواع المکاره والشدائد، وجمیع أنواع الوسوسة والفساد.

والمسألة الاُخرى التی یلزم الإلتفات إلیها هی أنّ القرآن قد اعتبر (الشّر) من مخلوقات الله فی قوله تعالى: (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ). (الغلق / 2)

ویتبادر إلى الأذهان هنا سؤالان:

الأول: کیف یتناسب هذا التعبیر مع عدمیّة الشرور؟

والثانی: قول القرآن فی آیة اُخرى: (الَّذِى أَحسَنَ کُلّ شىء خَلَقَهُ). (السجدة/ 7)

فکیف تتناسب هاتان الآیتان مع بعضهما؟ وبتعبیر آخر: یظهر من الآیة الثانیة أنّ کل ما فی الوجود ویصدق علیه تعبیر (شیء) ومن مخلوقات الله فهو حَسن، فی حین أنّ الآیة الأولى تأمر بالإستعاذة من (شرّ ما خلق).

وفی الإجابة عن السؤال الأول یجب القول: إنّ الآیة المذکورة لم تعتبر أی مخلوق شرّاً، بل تقول بإمکانیة صیرورة بعض المخلوقات سبباً للشّر، أی بأن تعدم کمالا، أو تغصب حقّاً، أو تُبعثر نظماً معیناً، لذا یبقى الشّر بنفس مفهومه العدمی الذی یُمکن أن یتحقق من قبل الناس الأشرار أو الشیاطین. (تأمل جیداً).

ویُحتملُ أیضاً أن یکون قصد الآیة هو الشّر النسبی لا المطلق، أو الشّر الغالب کأنیاب الأفعى التی هی وسیلة دفاعیّة بالنسبة لها، ووسیلة شر بالنسبة للإنسان (أحیاناً)، فالإنسان یعوذ بالله من قبیل هذه الموجودات.

وقد فسّر بعض المفسّرین (الشّر) هنا بمعنى: الشیاطین أو جهنّم، أو أنواع الحیوانات المؤذیة، أو الناس والشیاطین الأشرار، وأنواع الأمراض والآلام والمتاعب والقحط والبلایا.

ولکن کما ذکرنا فإنّ الآیة ذات مفهوم عام، ونحن نعلم بأنّ أی واحدة من هذه الأمور لیست شرّاً مطلقاً أو شراً غالباً، کما شرحنا ذلک فی البحوث السابقة، ولکن یُمکن أن تصیر سبباً للشّر، فیعوذ الإنسان بالله من شرّها.

ومن هنا یتضح جواب السؤال الثانی أیضاً وهو أنّ جمیع ما خلق الباری سبحانه خیراً، «إما مطلقاً أو غالباً»، وما نُسمیه نحن بالشّر إما هو ذو صبغة عدمیّة لا یسعه مفهوم الخلق، وإمّا ذو صبغة نسبیةّ أو من الأمور الوجودیّة التی تُسبب العدم، کالسموم القاتلة التی لها استعمالات طبیّة کثیرة أیضاً فی نفس الوقت.

وبهذا تتضح جمیع التعابیر القرآنیة فی الخیر والشّر، ویتضح ردّ الإشکالات الاُخرى المختلفة المطروحة فی هذا المجال، ومن جملتها الإشکالات التی نقلها الفخر الرازی عن بعض الملحدین والمادیین وترکها دون جواب.

 

3 ـ الخیرات التی تأتی من الشرور5 ـ الخیر والشّر فی الروایات الإسلامیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma