توضیح وبلاغ

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
33 ـ الغافر 34 ـ الغفور 35 ـ الغفّار 36 ـ العفوّ 37 ـ التوّاب 38 ـ الجبّار39 ـ الشکور 40 ـ الشاکر 41 ـ الشفیع 42 ـ الوکیل 43 ـ الکافی

اشتقت کلمة (غافر) و(غفور) و(غفّار) من مادّة (غَفْر) وهی بالأصل تعنی (التغطیة) ، و بخاصیة تغطیة الشیء عن التلوُّث ، وکلمة (غفیر) تعنی الذائبة أو الظفیرة الطویلة التی تغطّی الرقبة ، و(مغفر) تعنی الخوذة التی تستعمل لتغطیة الرأس فی القتال .

وهذه الکلمة عندما تختصّ بالله سبحانه فإنّها تعنی المغفرة وستر الذنب ، ولکن (غافر) اسم فاعل ، و(غفور) و(غفّار) من صیغ المبالغة .

وقال جماعة : عندما تستعمل کلمة (غفور) کصفة من الصفات الإلهیّة فإنّها تعنی الساتر على عباده بغطاء رحمته ، وقد ورد هذا التعبیر أیضاً فی کلام بعض العلماء وهو : أُطلقت صفة (غفار) على الله لأنّه یستر ذنوب عباده بمغفرته متى ما أذنب العبد ورجع إلیه بالتوبة(1) .

وکلمة (عفوّ) مشتقّة من مادّة (عَفْو) وکما قال ابن منظور فی (لسان العرب) وابن أثیر فی (النهایة) : هی بالأصل تعنی المحو ، لکن الراغب فی مفرداته اعتقد بأنّ هذا المعنى لیس أصل الکلمة ، بل أصلها الأساسی هو (القصد لأخذ الشیء) ، لذا تُطلق على الریاح العاصفة التی تسبب الدمار أو الذهاب بالأشیاء المختلفة ، وإن أُطلقت (عفوّ) على (المَحو) فلأنّه نوعٌ من القصد لأخذ شیء معین .

وأُطلقت کلمة (عفوّ) على نمو النبات لأنّه یشق التراب ویظهر .

وقد ذُکر فی مقاییس اللغة اصلان لهذه الکلمة هم : ترک الشیء أو طلبه ، ثم أرجع بقیة المعانی إلى هذین المفهومین ، ومن جملتها (العفو) بمعنى المحو والإبادة ، و(العفاء) بمعنى التراب المتروک .

وعلى أیّة حال عندما تستعمل هذه الکلمة بخصوص الباری تعالى فإنّها تُعطی معنى غفران الذنوب ، ومحو آثار المعصیة ، وترک المعاقبة علیه ، لکن بما أنّ (عفوّ) صیغة مبالغة فإنّها تعنی (کثیر العفو) ( 2) .

وسبب التأکید على هذه الصفة الإلهیّة هو أنّه تعالى لولا عفوه لما نجا أحدٌ من تبعات الذنوب ، قال أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) : «اللهم احملنی على عفوک ولا تحملنی على عدلک »(3) .

وفی وصیة له (علیه السلام) لمالک الأشتر : «ولا غنى بک عن عفوه ورحمته» (4) .

إنّ عفو الله من السعة بحیث لا یحدّه شیء ، والشیء الوحید الذی استثناه القرآن منه هو الشرک ، لذا فقد ورد حدیث عن الإمام الحسن العسکری أنّه (علیه السلام) قال : «إنّ الله لیعفو یوم القیامةِ عفواً یُحیط على العباد حتى یقول أهل الشرک والله ربّنا ماکُنّا مشرکین» (5) .

ومن جهة اُخرى فإنّه تعالى یلقّن عباده درس العفو والصفح ، ویوصیهم بالعفو عن بعضهم مهما أمکنهم ، راجین بذلک من الله أن یعفو عن ذنوبهم .

وقد ورد فی حدیث نبوی تعبیرٌ عجیب یبیّن أهمیّة العفو ، قال (صلى الله علیه وآله) : «إنّه یُنادی مناد یوم القیامة من کان له على الله أجرٌ فلیقم ، فلا یقوم إلاّ العافون ، ألم تسمعوا قوله تعالى (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) »(6). (الشورى / 40)

طبعاً أنّ العفو لیس مسألة أخلاقیة فقط ، بل هو مسألة اجتماعیة مهمّة ، لأنّه لو بُنی مجتمع معین على أساس الإنتقام وسفک الدماء لحل الجدال والنزاع الذی یحدث بینهم ولما عُرف طعمٌ للعزّة والسکینة أبد ، لذا فقد ورد فی حدیث نبویّ ، أنّه (صلى الله علیه وآله) قال: «علیکم بالعفو فإنّ العفو لا یزید العبد إلاّ عزّاً» (7) .

و اصطلاح (توّاب) هی صیغة مبالغة مشتقة من مادّة (توبة) و(التوبة) ـ حسب رأی مقاییس اللغة ـ تعنی (العودة والرجوع) ، وتستعمل عادةً فی مجال (الرجوع عن الذنب ) ، کما ورد ذلک فی لسان العرب .

لکن للراغب الإصفهانی تعبیر آخر فی المفردات حول تفسیر هذه الکلمة ، وهو: (التوبة) ترک الذنب بأفضل وجه ممکن ، وقسّم الإعتذار ثلاثة أقسام :

الأول : هو أن یقول أحد: (إننی لم أرتکب هذا الذنب أبداً) ، الثانی : أن یقول: (قد فعلت ذلک ولکنْ بدلیل کذا وکذا أی یُبرر فعلته) ، والثالث : أن یقول: (فعلت وأسأت ولن أفعل هذا فیما بعد ) فمعنى التوبة هذا ( أی الوجه الثالث) ولا رابع له .

وعلى أیّة حال ، فعندما تختصّ هذه الصفة بالله تعالى فإنّها تعنی إمّا قبول توبة العباد ، أو توفیقهم إلى التوبة ، کما قال المرحوم الکفعمی فی مصباحه .

والجدیر بالإنتباه أنّ کلمة (توبة) فی القرآن الکریم عندما تُنسب إلى العباد تتعدّى بحرف (إلى) مثل: (تُوبُوا إِلَى اللهِ). (التحریم / 8)

وعندما تُنسب إلى الله تتعدى عادة بحرف الجر (على) .

وهذا التفاوت فی التعبیر یشیر ظاهراً إلى نقطة لطیفة وهی : أنّ التوبة على أیّة حال تعنی الرجوع من الذنب ، ولکن رجوع العباد من الذنب یتحقق بترک الذنب والإعتذار، أمّا رجوع الله فیتحقق بإرجاعه لهم اللطف والرحمة اللتین منعهما عنهم بسبب اقترافهم ذلک الذنب المعیّن، ولأنّ الرجوع هنایخص مقاماً عالیاً وسامیاً عُبّر عنه بکلمة (على) التی تستعمل فی موارد العلو عادةً .

وذکر هذه الصفة (توّاب) بشکل صیغة مبالغة یشیر أیضاً إلى هذه النقطة وهی : لو أذنب العبد وتاب مرّة أو مرّات، ثم تراجع عن توبته فلا ییأس من عفو الله ورحمته لأنّه تعالى توّاب أی (کثیر التوبة) .

والأثر التربوی للتوبة غیر خاف على أحد ، لأنّه لو کانت أبواب التوبة مغلقة فی وجه العباد لکفى ذنب واحد لإقناطهم من اللطف الإلهی ، والرمی بهم فی دوّامة ذنوب أکبر ، أمّا عندما یُشاهدون هذا الباب مفتوحاً أمامهم ، وبحر الرحمة الإلهیّة واسعاً (بحکم کونه تعالى توّاباً) ، فسیندفعون إلى الرجوع من ذنوبهم وإصلاح وجبران ماصدر منهم ، ویُعَدُّ هذا بحد ذاته سُلَّماً للتکامل الإنسانی .

ومن جهة اُخرى فانّها تعطی الناس هذا الدرس وهو أن لا یتشددوا تجاه أخطاء أصحابهم ، ویفتحوا أمامهم طریق العودة والإصلاح ، ویعطوا لغیرهم مایؤملونه من ربّهم ، أی العفو .

والتعابیر الواردة فی الروایات الإسلامیّة بصدد التوبة من الظرافة والجمال بحیث تجذب الإنسان إلى مثل هذا الخالق التوّاب ، وتوقدُ فی قلبه جذوةَ العشق الإلهی .

ورد فی حدیث عن الإمام الباقر (علیه السلام) أنّه قال : « إنّ الله تعالى أشدُّ فرحاً بتوبة عبده مِنْ رجُل أضَلَّ راحلَتَهُ وزادَهُ فی لیلة ظلماءَ فَوجَدَه » (8) .

وفی حدیث آخرَ عن النبی (صلى الله علیه وآله) وصف به التوبة بأنّها أحبُّ الأعمال إلى الله تعالى حیث قال : « ولیس شیء أحبُّ إلى الله من مؤمن تائب أو مؤمنة تائبة » (9) .

واشتقت کلمة «جبّار» من مادّة ( جبر ) ومعناها الأصلی ـ کما قال الراغب : إصلاح الشیء بضرب من القهر ، ولهذا فقد تستعمل هذه الکلمة أحیاناً بمعنى الإصلاح ، کقول الذی یُصلح العظم : « جبرتُ العظم » ، وورد فی الدعاء المأثور : « یاجابرالعظم الکسیر » .

وأحیاناً تستعمل بمعنى القهر والغلبة ، وکما قال صاحب مقاییس اللغة : هو جنس من العظمة والعلو والاستقامة ، یقال : نخلة جبّاره للتی طالت وخرجت عن متناول الید .

« الجَبْر »: یعنی إرغام الشخص على فعل معین ، وهی مأخوذة أیضاً من أصل القهر والغلبة .

وعلى أیّة حال ، فعندما تُستعمل کلمة ( جبّار ) بخصوص الباری سبحانه فإنّها تعنی ـ کما قال المرحوم الصدوق فی کتاب التوحید : «القاهر الذی لا یُنال ، وله التجبر والجبروت أیّ التعظّم والعظمة» (10) ، أو یعنی الذی جبر مفاقر الخلق وکفاهم أسباب المعاش والرزق . کما ذکر ذلک المرحوم الکفعمی فی «مصباحه» ضمن ذکره لمعان اُخرى (11) .

وکذلک جابر الکسر ، والقنوط ، والندم الحاصل من اقتراف الذنوب .

قال المرحوم الطبرسی فی «مجمع البیان» : «لا یستحق أن یوصف به على هذا الاطلاق إلاّ الله تعالى ، فإن وصف به العباد فانّما یوضع اللفظ فی غیر موضعه ویکون ذم ( لأنّها تحکی عن حب الرئاسة والتکبُّر والظلم والفساد )» .

إنّ هذه الصفة الإلهیّة ترشدنا من جهة إلى عظمة وعلو المقام الإلهی ، ومن جهة اُخرى إلى رحمته وعطفه وعنایته فی جبر الکسر والحرمان والذنوب .


1. مصباح الکفعمی ص 320 ; توحید الصدوق ص 208 ; مفردات الراغب ; لسان العرب ; مقاییس اللغة، مادّة (غفر) .
2. «عُفوّ» على وزن «فعول» أُدغم واواْه .
3. نهج البلاغة، الخطبة 227 .
4. المصدر السابق، الکتاب 53 .
5. بحار الأنوار، ج6، ص6، ح 12، الباب 19 عفو الله .
6. سفینة البحار ، ج 2، ص 208 .
7. اصول الکافی، ج 2، ص 108 ، باب العفو، ح 5 .
8. أصول الکافی، ج 2 ، ص 435 باب التوبة ، ح 8 .
9. مستدرک الکلام البحار، ج 6 ، ص 21 ، باب التوبة وأنواعها، ح 15 .
10. توحید الصدوق، ص 206 .
11. مصباح الکفعمی، ص319 .

 

33 ـ الغافر 34 ـ الغفور 35 ـ الغفّار 36 ـ العفوّ 37 ـ التوّاب 38 ـ الجبّار39 ـ الشکور 40 ـ الشاکر 41 ـ الشفیع 42 ـ الوکیل 43 ـ الکافی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma