« التشبیه » من أعظم الذنوب !

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
کل الخلائق تسج للهتمهید

إنّ تنزیه وتقدیس الباری تعالى عن صفات المخلوقین المشوبة بالنقائص دائم ، هو ماأکدّنا علیه کِرار ، وهو ما حثّتْ علیه الأحادیث الإسلامیّة بصورة مستمرة، لأنّه لا یُمکن التوصُّل إلى حقیقة معرفة الله تعالى بدونه ، أو بتعبیر آخر سیکون التوحید مقترناً مع الشرک .

ومن جهة اُخرى فإنّ فصل الصفات «الثبوتیة» عن «السلبیة» یحصل فی اُفق أذهاننا فقط ، وإلاّ فالذات الإلهیّة المقدّسة حقیقة واحدة ، فقد ننظر إلیها من زاویة الوجود فنرى کماله المطلق ، وعلمه المطلق ، وقدرته المطلقة سبحانه ، وأحیاناً من زاویة نزاهتها عن الحاجة والنقص ، فنراها منزّهة عن الجهل والعجز ، وکل ألوان النقصان .

لذا فعدم معرفة الصفات السلبیّة یؤدّی إلى عدم معرفة الصفات الثبوتیّة ، ونقصان المعرفة فی مرحلة یؤدّی إلى نقصانها فی مرحلة اُخرى .

وفی هذا المجال لابدّ لنا من التوجه إلى بعض الإشارات الواردة فی الأحادیث الإسلامیة التالیة :

1 ـ قال أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) فی بدایة خُطبة له : « لا یَشْغَلُهُ شَأْنٌ وَلا یُغَیّرُهُ زَمانٌ وَلا یَحْویهِ مَکانٌ وَلا یَصِفهُ لِسانٌ » (1) .

2 ـ وقال (علیه السلام) فی خطبة اُخرى ضمن إشارته إلى عجز الإنسان عن فهم المسائل المرتبطة بالحیاة والموت : « کَیْفَ یَصِفُ إلهَهُ مَنْ یَعْجَزُ عَنْ صِفَةِ مَخْلُوق مِثلِهِ ؟»(2).

3 ـ وورد فی حدیث أنّ رجُلا من أصحاب الإمام الصادق (علیه السلام) سأل الإمامَ (علیه السلام): أخبرنی أی الأعمال أفضل ؟ فأجابه (علیه السلام) : « تَوْحِیدُکَ لِربّکَ » فسأل الرجل : « فما أعظم الذنوب »؟ فقال(علیه السلام) : « تشبیهک لخالقک !»(3).

4 ـ وورد فی حدیث آخر عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال : « إنّ الله تبارک وتعالى لا یوصف بزمان ولا مکان ولا حرکة ولا انتقال ولا سکون بل هو خالق الزمان والمکان والحرکة والسکون والإنتقال ، تعالى عمّا یقول الظّالمون علوّاً کبیر »(4).

5 ـ وورد أیضاً فی حدیث آخر عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) فی تفسیر صفة ( الصمد ) أنّه قال: «تأویل الصَّمدِ لا إسم ولا جسم ولا مثلَ ولا شبه ولا صورة ولا تمثالَ ولا حدَّ ولا حدود ولا موضعَ ولا مکان ولا کیف ولا أینَ ولا هنا ولا ثمةَ ولا ملأ ولا خل ، ولا قیام ولا قُعود ، ولاسکون ولا حرکة ، ولا ظلمانی ولا نورانی، ولا روحانی ولا نفسانی ولا یخلو منه موضع ولا یسعهُ موضعٌ ولا على لون ، ولا على خطرِ قلْب ، ولا على شمِّ رائحة ، منفیٌ عنه هذه الأشیاء» (5) .

ولا یخفى ، أنّ المقصود من نفی الاسم عن الله سبحانه هو نفی أسماء المخلوقات .

وبهذه المعرفة الإجمالیة التی حصلنا علیها عن الصفات السلبیّة ننطلق إلى معرفتها بالتفصیل .


1. نهج البلاغة، الخطبة 178 .
2. المصدر السابق، الخطبة 112 .
3. بحار الأنوار، ج3 ص 287 .
4. المصدر السابق، ص 309 ، ح 1 .
5. المصدر السابق، ص 230، ح 21.

 

کل الخلائق تسج للهتمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma