3 ـ الأثر التربوی للإیمان بکون الله سمیعاً بصیراً

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
2 ـ السمیع والبصیر الواردة فی نهج البلاغة والروایات4 ـ الله المدرک

إنّ تأکید القرآن على وصف الباری تعالى بهاتین الصفتین له آثار تربویة مهمّة ، فهو یرفع الوعی لدى المسلمین للوصول إلى معرفة الله من جهة ، ومن جهة اُخرى یدعوهم جمیعاً إلى التخلق بهذا الخلق الکریم والتشبه بهاتین الصفتین الإلهیتین ، ومن جهة ثالثة یلقی فی قلوب المؤمنین السکینة من حیث کون ید العنایة والحمایة الإلهیّة معهم فی کل حال ، ومن جهة رابعة تحذیر للمؤمنین لیراقبوا أقوالهم وأعمالهم لأنّ الله محیط بها علم .

وقد أکّدت الروایات الإسلامیة الشریفة أیضاً على هذه المسألة التربویة المهمة ومن جمله هذه الروایات.

1 ـ ورد عن الإمام الصادق (علیه السلام) حدیث یعض به أحد خواصه وهو ( اسحاق بن عمار ) قال (علیه السلام) : « یا اسحاق خَفِ الله کأنّکَ تَراهُ وَاِنْ کُنْتَ لا تَراهُ فَانَّهُ یَراکَ ، فاِن کُنتَ تَرَى أَنَّهُ لا یَراکَ فَقَدْ کَفَرْتَ وإنِ کُنْتَ تَعُلَمُ أَنَهُ یَراکَ ثم برزْت له بالْمَعصِیَةِ فَقَدْ جَعَلْتَهُ مِنْ أَهْوَنِ النَاظِرینَ عَلَیْکَ »(1) .

2 ـ وفی حدیث آخر عن الإمام الصادق (علیه السلام) فی تفسیر الآیة : (وَلِمَنْ خـافَ مَقامَ رَبّهِ جَنّتـانِ) قال :

«مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ یَراهُ وَیَسْمَعُ مـا یَقُوْلُ وَیَعْلَمُ مـا یَعْمَلُ مِنْ خَیْر أَوْ شَرٍّ ، فَیَحْجُزُهُ ذلِکَ عَنِ الْقَبیحِ مِنَ الاَْعمـالِ ، فَذلِکَ الَّذی خـافَ مَقـامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى » (2) .

3 ـ وکذلک ماورد فی تفسیر (علی بن ابراهیم) عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال : «لما هَمّت به وهَمّ بها قامت إلى صنم فی بیتها فألقت علیه ملاءة لها فقال لها یوسف : ما تعملین؟ قالت : ألقی على هذا الصنم ثوباً لا یرانا فانی استحی منه . فقال یوسف : فأنت تستحین من صنم لا یسمع ولا یبصر ولا استحی أنا من ربّی ؟ » (3) .

4 ـ ورد فی تفسیر روح البیان فی ذیل الآیة (وَاُفَوِّضُ اَمْرِى اِلَى اللهِ اِنَّ اللهَ بَصِیرٌ بِالْعِبـَادِ). (غافر / 44)

خرج بعض الأصحاب ( رضی الله عنهم ) إلى الصحراء فطبخوا الطعام ، فلما تهیأوا للأکل رأوا هنالک راعیا یرعى أغناماً فدعوه إلى الطعام ، فقال الراعی : کلوا أنتم فانّی صائم . فقالوا له على سبیل الاختبار : کیف تصوم فی مثل هذا الیوم الشدید الحرارة؟ فقال لهم : إنّ نار جهنم أشد حرّاً منه ، فأعجبهم کلامه فقالوا له : بع لنا غنما من هذه الأغنام نعطک ثمنه مع حصة من لحمه ، فقال لهم : هذه الأغنام لیست لی وإنّما هی لسیدی ومالکی ، فکیف أبیع لکم مال الغیر ؟ فقالوا له : قل لسیدک إنّه أکله الذئب أو ضاع : فقال : أین الله!؟ فأعجبهم کلامه زیادة الاعجاب ، ثم لما عادوا إلى المدینة اشتراه ابن مسعود من مالکه مع الأغنام فأعتقه ، ووهب الأغنام له ، وکان ابن مسعود یقول له فی بعض الأحیان بطریقة الملاطفة : أین الله (4) .

وهنالک نماذج کثیرة من هذا القبیل ، منقولة فی التأریخ والروایات الإسلامیة ، تدلّ على الأثر التربوی البلیغ النابع من الإیمان بعلم الله وبتواجده فی کل مکان ، وبکونه سمیعاً وبصیر ، فی الحجز عن المعاصی والذنوب .


1. اصول الکافی، ج 2 ، ص 67 ، ح 2 .
2. اصول الکافی، ج 2 ، ص 7 ، ح 10 ذیل الحدیث یفید أنّ الإمام قال هذا الکلام فی تفسیر الآیة ( وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى ) .
3. تفسیر نور الثقلین، ج 2 ، ص 422 .
4. تفسیر روح البیان، ج 8 ، ص 188 . 

 

2 ـ السمیع والبصیر الواردة فی نهج البلاغة والروایات4 ـ الله المدرک
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma