2 ـ لم لایصل العقل إلى کُنه ذاته وصفاته؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
1 ـ لا تشبیهٌ ولا تعطیل 3 ـ النهی عن التشبیه فی الروایات الإسلامیّة

لقد أشرنا سابقاً إلى دلیل هذا الموضوع، ونذکره هنا بشی من التفصیل فنقول : إنّ النقطة الأساسیّة تکمن فی نزاهة الذات الإلهیّة المقدّسة عن المحدودیة من جهة ، ومحدودّیة عقولنا وعلومنا من جهة اُخرى .

فالله عز وجل وجودٌ لا نهایة له من جمیع الجهات (کما أثبتنا ذلک فی البحوث السابقة) ، فذاته کصفاته غیر محدودة وغیر متناهیة ، ومن جهة اُخرى فنحن محدودون ، وجمیع مایتعلق بنا من علمنا وقدرتنا وحیاتنا والمکان والزمان الذی نعیش فیه ، محدود أیض .

وعلى هذا فکیف یمکننا مع هذه المحدودیّة أن نحیط بذلک الوجود اللامحدود وصفاته؟ وکیف یستطیع علمنا المحدود أن یخبر عن ذلک الوجود اللامحدود ؟

أجل ، إنّه بإمکاننا فی عالم الفکر والتفکُّر أن نلمح شبحاً من بعید ، ونشیر إجمالاً إلى ذاته وصفاته ، أمّا الوصول إلى کُنه ذاته وصفاته ، أی الاحاطة التفصیلیة به ، فهی غیر ممکنة بالنسبة لنا ـ هذا من ناحیة .

ومن ناحیة اُخرى فإنّ الوجود اللامتناهی لیس له مثیل أو نظیر من کل ناحیة ، وفرد لا کفؤ له ، فلو کان له کفؤ أو نظیر لکان کلاهما محدودین (ورد تفسیر هذا المعنى بصورة کاملة فی أبحاث التوحید فی المجلد الثالث من هذا التفسیر) .

فکیف یمکننا أن ندرک وجوداً لا نعرف له کفؤاً ولانظیراً أبداً ؟ ، وکل ما نراه من الممکنات هو غیره ، وصفاته تتفاوت تماماً عن صفات واجب الوجود(1) .

نحن لا نقول بأنّنا نجهل أصل وجوده ـ سبحانه ـ ولا نعرف شیئاً عن علمه وقدرته وإرادته وحیاته ، بل نقول بأنّ لدینا معرفة إجمالیة عن جمیع هذه الاُمور ولا یمکننا أن ندرک کُنهها وعمقها بتات ، وقد حارت عقول جمیع عقلاء وحکماءـ العالم ـ دون استثناء ـ فی هذا الطریق .


1. إن لم یکُن عجباً فإننا لانستطیع أن نتصور حتى مفهوم (اللامتناهی) فإن قیل لنا کیف تستعملون کلمة (اللامتناهی) إذن ؟ وتتحدثون عنها وعن أحکامها؟ فهل یمکن التصدیق بدون التصوّر ؟! فی الاجابة عن ذلک نقول : إننا أخذنا هذا المصطلح من کلمتین هما (لا) أی النفی والعدم و(متناهی) أی بمعنى (المحدود) ، أی أن نتصور هاتین الکلمتین منفصلتین عن بعضهما (لا ومتناهی) اولاً ثم نرکبهما مع بعضهما لنشیر بهما إلى موجود لایسعه الخیال والتصور فنحصل منها على معنى إجمالی (تأمل جیداً).

 

1 ـ لا تشبیهٌ ولا تعطیل 3 ـ النهی عن التشبیه فی الروایات الإسلامیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma