یعلَمُ نیّاتکم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
الله عز وجل عالم بکل شیءیعلم السر والجهر

تحدثت الآیة الثانیة عن اطلاع الله سبحانه على نیّات البشر ، وعلى أسرار جمیع موجودات عالم الوجود ، فقالت: (قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِى صُدُورِکُمْ أَو تُبدُوهُ یَعلَمْهُ اللهُ) .

وکذلک : (وَیَعْلَمُ مَا فِى السَّمـاوَاتِ وَمَا فِى الأَرضِ) .

فهذه الآیة أیضاً تحذّر الناس من التهرّب من إنجاز وظائفهم ومسؤولیاتهم باختلاق حُجج مختلفة (کحجة التقیّة التی ورد ذکرها فی الآیة التی سبقتها) ، لأنّ الذی یحاسبهم لا یعلم أسرارهم التی یضمرونها فی قلوبهم وما فی صدورهم فحسب ، بل یعلم جمیع أسرار السموات والأرض .

ولقد ورد نفس هذا المفهوم والمعنى فی سورة البقرة أیض ، لکنّه ـ سبحانه ـ قال هناک : (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِى أنْفُسِکُمْ أَو تُخْفُوهُ یُحَاسِبْکُمْ بِهِ اللهُ) . (البقرة / 284)

ومن المسُلم به هو أنّ المحاسبة فرع من العلم والاطلاع ، وتعبیر (صدور) الذی ورد فی الآیة السابقة بمعنى النفوس بقرینة هذه الآیة ، ثم أنّ وقوع القلب فی الصدر ، ووجود علاقة وثیقة بین ضربات هذا القلب وبین بقاء الإنسان على قید الحیاة ، علاوة على أنّ أی تغییر نفسی یترک أثراً فی القلب ، کان استعمال القرآن الکریم فی آیاته لکلمة (القلب) کنایة عن الروح والنفس .

وبتعبیر آخر، فإنّ أی انفعال نفسی وروحی یقع للإنسان، من قبیل المیول والاغراض الحب والبغض، الفرح والحزن، الخوف والهلع، الهدوء وراحة البال، الجهر والأسرار، سوف تکون له آثار مادیة على القلب أولا، ویکون لهذه الآثار ردود فعل من بینها زیادة أو قلّة ضربان القلب، هدوء القلب أو اضطرابه واختلال فی ضغط الدم، کل ذلک استجابة للحالة الروحیة التی یتعرض لها الإنسان.

وبغیر ذلک فمن البدیهی أنّه لا القلب مرکز الاحساسات الروحیة ولا الصدر ، ولا حتّى الدماغ ، وجمیع هذه الاُمور ترتبط بروح الإنسان التی ما وراء هذه الأعضاء ولهذا فقد قیل : إنّ القلب قد یأتی بمعنى العقل أحیان(1) .


1. لزیادة التوضیح راجع التفسیر الأمثل ، ذیل الآیة 7 من سورة البقرة . 

 

الله عز وجل عالم بکل شیءیعلم السر والجهر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma