توضیح وبلاغ

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
14 ـ الولی 15 ـ الوالی 16 ـ المولى 17 ـ الحافظ 18 ـ الحفیظ 19 ـ الرقیب 20 المهیمن 21 ـ الرازق 22 ـ الرزّاق 23 ـ الکریم 24 ـ الحمید 25 ـ الفتّاح

«الولی»: من (الولاء) ، بالأصل بمعنى استقرار شیئین إلى جوار بعضهما، وتأتی بمعنى القرب، سواءً من حیث المکان أم القرابة النسبیّة ، أم من حیث الدین والصداقة والنّصرة والإعتقاد .

هذا ماصرّح به الراغب فی مفرداته ، وأضاف : (الوِلایة) بکسر الواو تعنی المساعدة والنصرة (والوَلایة) بفتح الواو تعنی تدبیر الأمور (1) .

وقد اعتبر صاحب مقاییس اللغة أیضاً أنّ أصل هذه الکلمة یعود إلى مفهوم القرب ، وفسّر صاحب کتاب لسان العرب أیضاً کلمة (ولی) بمعنى الناصر والمتولّى لاُمور العالم والخلائق .

وعلى أیّة حال ، فلهذه الکلمة معان کثیرة ، لکنها عندما تُستعمل بخصوص الله تعالى لا ریب فی أنّها تعنی الولایة وتدبیر أمور العالم ونصرة العباد ومؤازرتهم .

وکلمة (مَولى) مشتقّة أیضاً من هذه المادّة ، وذُکرِت لها معان کثیرة تعود جمیعها إلى الأصل الذی ذکرناه أعلاه (وهو القرب) .

وقد ذکر المرحوم العلاّمة الأمینی(رحمه الله) ـ لهذه الکلمة ـ سبعاً وعشرین معنىً مختلفاً مستخلصاً من کتب اللغة وموارد استعمالها ( 2) .

وکذلک فقد ذکر ابنُ الأثیر فی النهایة ستة عشر معنىً له .

وصرّح فی إحدى عباراته : بأنّ (مولى) تعنی (ولی) ، واستشهد فی ذلک بقول عمر لعلی(علیه السلام) : (أصبحت مولى کل مؤمن) .

وأضاف قائل : قال جماعة بأنّ سبب هذا الأمر هو قول أُسامة لعلی(علیه السلام) : أنت لستَ بمولای ! بل مولای رسول الله (صلى الله علیه وآله) ، فسمع الرسول هذا الکلام فقال : «من کنت مولاه فعلیٌّ مولاه» (3) .

ومما ذکرناه یتّضح أنّ معنى کلمة (والی) أیضاً والتی هی اسم فاعل من هذه المادة .

لهذا فالله (ولیٌ) و(مولى) و(والی) فی نفس الوقت ، فهو مدبّر أمورنا ومخیَّرٌ فیها وحاکمنا وناصرن ، وهکذا شأنه مع بقیة موجودات عالم الوجود .

وکلمة (حافظ) مشتقّة من مادّة (حفظ) وهی ذات معنى مشهور وواضح ، وهو الحفظ ، وقال الراغب : إنّها تعنی رعایة ومراقبة شیء معین ، لذلک یُطلق على حالة کظم الغضب (حفیظة) لأنّها تستلزم أن یهتم الإنسان بمراقبة نفسه .

وقد ورد تعبیر جامع حول هذا المجال فی کتاب التحقیق :

وتعطی کلمة حفظ معانیَ مختلفة تبعاً لاختلاف الموارد والموضوعات على الرغم من کون أصلها واحد ، فقد یُقال : حفِظَ المال، أی من التلف، وحفِظَ الأمانة، أی من الخیانة ، وحفِظَ الصلاة ، أی من الفوت ، وحفِظَ فلاناً، أی رعاه ، وحفظ یمینه وعهده ، أی من مخالفته ، وحفظ الأمر الفلانی ، أی أودعه فی ذهنه (بحیث لاینساه) ...(4) .

ومن هنا یتضح معنى کلمة (حافظ) أیض ،وتعتبر کلمة (حفیظ) التی هی صفة مشبهة أبلغ معنىً وأکثر ثباتاًمن کلمة (حافظ) التی هی اسم فاعل .

وعلى أیّة حال ، فعندما تختص هذه الصفة بالله تعالى فإنّها تُعطی معنىً واسعاً یشمل حفظ الله ورعایته لجمیع الموجودات المادیّة والمعنویّة ، والسماوات والأرض ، وکذلک حفظ أعمال العباد، والشرائع والکتب السماویة ، وحفظ الأنبیاء والأئمّة المعصومین من المزالق (الخطایا) ، وحفظ أی عهد عاهد به عباده .

وعلیه فإنّ (حافظیة) الله و(حفیظیته) تشمل مفاهیم اُخرى (کالقیمومیة) .

ولولا الحفظ الإلهی لما بقی فی السماء والأرض موجودٌ على قید الحیاة لحظة واحدة ، کما ورد فی الآیة : (وَهُوَ القَاهِرُ فَوقَ عِبَادِهِ وَیُرسِلُ عَلَیکُم حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَکُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنَا وَهُم لاَیُفَرِّطُونَ) . (الأنعام / 61)

یتضح من هذه الآیة أنّ الله قد أمر الملائکة بحفظ الناس من الحوادث والبلایا حتى وصول الأجل المعیَّن .

وقد ورد شبیهٌ لهذا المعنى فی قوله تعالى :(لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَینِ یَدَیهِ وَمِن خَلفِهِ یَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللَّهِ) . (الرعد / 11)

ونظیرهُ ما جاء عن أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) فی نهج البلاغة : «إِنَّ مع کل إنسان ملکین یحفظانه فإذا جاء القدر خلیّا بَینَهُ وبَینَهُ»(5) .

وقد ورد فی سورة الإنفطار أیضاً مایخص الملائکة المکلَّفین بحفظ وتسجیل أعمال العباد ، قال تعالى : (وَإِنَّ عَلَیْکُم لَحَافِظِینَ * کِرَاماً کَاتِبِینَ * یَعلَمُونَ مَاتَفعَلُونَ).(الإنفطار / 10 ـ 12)

وعلیه فإنّ حفظ الله ، بالمعنى الواسع للکلمة ،یتحقق عن طریق علمه وقدرته سبحانه من جهة ، وعن طریق الملائکة المکلَّفین بإداء هذه المهمّة من جهة اُخرى .

وکلمة (رقیب) کما ورد فی المفردات هی بالأصل مشتقّة من مادّة (رقبة) أی العنق ، وأُطلقت فیما بعد على المحافظین والمراقبین ، إمّا لکونهم یحفظون رقبة مَنْ یرعونَهُ ویحمونه (لأنّ الرقبة من أهم أعضاء البدن فإنّها تُعدّ کنایة عن کل وجود الإنسان) ، وإمّا لأنّهم یمدّون رقابهم وینظرون إلى ماحولهم بحذر تحسُّباً من المخاطر ، لذلک یُطلق على المحل الذی یقف فیه مثل هؤلاء الأفراد (المرقَبْ) (6) .

إلاّ أنّه ذُکر فی بعض کتب اللغة عکس هذا المفهوم ، أی أنّ المفهوم الأصلی لهذه الکلمة هو الحراسة والإشراف على الشیء ، وإنّما سمی العنق (بالرقبة) لأنّه یُستعان بحرکاتها عند الحراسة والمراقبة بواسطة العین والأذن (7) .

وقد ورد فی کتاب (العین) بأنّ أصل هذه الکلمة یعنی (الإنتظار) ، وفی کتاب مقاییس اللغة بأنه یعنی( الإستطالة برعایة شیء وحراسته ) .

وعلى أیّة حال فعندما تختصّ هذه الصفة بالباری تعالى فإنّها تعنی الحافظ الذی لا یخفى علیه شیء .

ومن الطبیعی أنّ رعایة الله وحفظه لما فی الوجود ، وجمیع العباد ، وأعمالهم ، تکون بواسطة وجوده فی کل مکان ، فلا حاجةَ له إلى نظر أو مدّ رقبة ، ولا ما شاکل ذلک من عوارض الموجودات المادیّة .

ووردت کلمة (مهیمن) فی موضعین من القرآن الکریم ، الأول فی الآیة 23 من سورة الحشر ، کصفة لله ، والتی ذکرناها أعلاه ، والثانی فی الآیة 48 من سورة المائدة ، کصفة للقرآن الکریم .

وهناک رأیان حول أصل هذه الکلمة ، یتمثل الأول باعتقاد جماعة بأنّها مأخوذة من مادّة (هَیْمَنَ) أی بمعنى الرعایة والحفظ ،لکن الکثیر من أرباب اللغة یعتقدون بأنّها مشتقة من مادّة (إیمان) التی تبدلت همزتها إلى هاء، وتعنی الواهب للسکینة والأمان ، وعندما تختصُّ هذه الکلمة بالباری تعالى فانّها تأتی بمعنى الحفیظ .

وفسّرها البعض بمعنى الشاهد والناظر أو القیّوم بأمور الخلائق (8) .

وقد ورد فی مصباح الکفعمی عن بعض العلماء ـ حول تفسیر هذه الکلمة : إنّها تعنی الحافظ لأعمال العباد ومقدرات أعمارهم وأرزاقهم (9) ، ولکن کما قلن : إنّ لهذه الکلمة معنىً أوسعَ .

من مجموع ما ذکرناه فی تفسیر هذه الصفات السبع ، التی لها مفاهیم متقاربة أو متلاصقة مع بعضه ، تتجلى أمامنا صفحة اُخرى من المعارف وصفات الفعل الإلهیّة ، صفحة ذات آثار تربویّة ثمینة وقیمّة جدّ .

إنّها تدعو الناس إلى فعل الخیرات واجتناب أی لون من القبائح والسیئات ، وذلک لأنّهم یعلمون بأنّ الله یراهم حیثما کانو ، وتطمئنهم إزاء الحوادث الصعبة ، لأنّهم یعلمون بأنّ الله هو الحافظ .

لهذا فإننا نقول : إنّ ذکر الصفات الإلهیّة فی القرآن الکریم ذو هدفین اساسیین : أحدهما رفع مستوى معرفة الإنسان بربّه ، والآخر تربیته فی مختلف الجوانب .


1. ذکر المرحوم الکفعمی فی المصباح عکس هذ ، وکذلک ابن الأثیر فی النهایة ، فقد ذکر أنّ الولایة تعنی تصدّی إدارة الأمور ، والوَلایة بمعنى النصرة والمساعدة ، ولا یُستبعد أن یکون هنالک خطأ فی نقل کتاب المفردات .
2. من معانیها رب، عم وأولاد العم ، ولد ، ابن الأخت، مطلق سراح العبد، مالک ، تابع، المنعم علیه ، شریک ، زوج، صاحب، جار، ضیف، زوج البنت، قریب، مُنعم، عقید، ولی ، أولى، سید، صدیق ، ناصر، المتصرف فی الأمور، مدبّر الأمور. الغدیر ، ج 1 ، ص 362 .
3. نهایة ابن الأثیر، ج 5 ، ص 228، مادّة (ولی) .
4. التحقیق فی کلمات القرآن الکریم، مادّة (حفظ) .
5. نهج البلاغة، القصار الکلمات، الکلمة 201.
6. المصباح المنیر للفیومی .
7. التحقیق فی کلمات القرآن الکریم .
8. لسان العرب ، مقاییس اللغة ، ونهایة ابن الأثیر . وقد نُقل فی بعض التفاسیر عن أبی عبیدة أحد علماء اللغة بأنّه قال : یوجد فی کلام العرب خمسة أسماء فقط على هذا الوزن هی:(المهیمن) (المبیطر) ،(المسیطر)، (المبیقر) ، و(المخیمر) ...عن تفسیر روح الجنان.
9. مصباح الکفعمی، ص 318 .

 

14 ـ الولی 15 ـ الوالی 16 ـ المولى 17 ـ الحافظ 18 ـ الحفیظ 19 ـ الرقیب 20 المهیمن 21 ـ الرازق 22 ـ الرزّاق 23 ـ الکریم 24 ـ الحمید 25 ـ الفتّاح
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma