العین لا تُطیق مشاهدة جماله

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
تمهیدیاموسى ارنا الله جهرة !

ورد فی الآیة الأولى من البحث بصراحة: (لاَ تُدْرِکُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ یُدْرِکُ الأَبْصَارَ)، ثم تضیف : (وَهُوَ الْلَّطِیفُ الْخَبِیرُ) .

وعلیه فإنّ هذه الآیة تنفی کل إمکانیة لرؤیته تعالى سواء فی هذا العالَم أَم فی العالَم الآخر .

وبدیهی أنّ المقصود من معنى (لا تدرکه الأبصار) هو عدم قدرة البشر على رؤیته بواسطة العین، وجَلّیٌ أیضاً أنّ کلمة ( الأبصار ) وردت بصیغة الجمع هنا من أجل التعمیم والشمول لتشمل أی عین مهما کانت قدرتها البصریّة شدیدة .

وبالرغم من الصراحة التامة الموجودة فی تعبیر هذه الآیة فی بیان المقصود ، نُلاحظ أنّ «الفخر الرازی» ومؤیدیه استدلّوا بهذه الآیة على إمکانیة رؤیة الله ، وتشبثوا لإثبات هذا المدّعى بتعابیر واهیة ومضحکة .

فقد قال الفخر الرازی فی بعض کلامه فی ذیل الآیة أعلاه: « استدل أصحابنا بهذه الآیة لإثبات إمکانیة رؤیة الله یوم القیامة بطرق متعددة منها!!

1 ـ إنّ قول القرآن الکریم (لا تدرکهُ الابصار) یفید المدح وثبت أنّ ذلک إنّما یفید المدح لو کان صحیح الرؤیة ، وهذا یدل على أنّ قوله تعالى :(ولا تدرکهُ الابصار) یفید کونه تعالى جائز الرؤیة ، وتمام التحقیق فیه أنّ الشی إذا کان فی نفسه بحیث تمتنع رؤیته ، فحینئذ لا یلزم من عدم رؤیته مدح وتعظیم للشی .

وبعدما ثبتت إمکانیة رؤیة الله یجب التسلیم بأنّ هذه المسألة تحدث فی یوم القیامة ! لأنّه لیس لدینا سوى رأیین حول هذه المسألة:

الأول: جواز الرؤیة مع أنّ المؤمنین لا یرونه ولا تجوز رؤیته مطلقا فأمّا القول بأنّه تعالى تجوز رؤیته مع أنّه لا یراه أحد من المؤمنین فهو قول لم یقل به أحد من الاُمة فکان باطل . فثبت بما ذکرنا أن هذه الآیة تدل على أنّه تعالى جائز الرؤیة فی ذاته الثانی: لا یرى بالعین وإنّما یرى بحاسة سادسة یخلقها الله تعالى یوم القیامة .

الثالث: قوله : (لا تُدرکه الأبصار) یفید أنّه لا یراه جمیع الأبصار فهذا بعینه سلب العموم ولا یفید عموم السلب» (1).

کان ذلک قسماً من استدلالاته بصورة ملخصة وموجزة، والحق أنّه یَبعث على الأسف فی أن یحوک مفسّر مثلهُ ویخلط المسائل مع بعضها بصورة محیّرة ، على الرغم من قدرته الفکریّة ، عندما یتورط فی أسر التعصُّبات الطائفیّة ویستدلُّ من دلیل واضح على ضدّه! ونحن لا نرغب أبداً فی ذکر مثل هذه التعابیر بشأن أی أحد ، ولکن لو شاع هذا الاسلوب ، أی أن یتشبث الإنسان لإثبات مطلب معین بأمور تدل بالضبط على عکس ذلک المطلب ، ویستدل بکل شیء لإثبات کل شیء لتعرضت الحقائق للاندثار والضیاع ، ولأمکن إیجاد استدلال قرآنیٍّ لأی موضوع، ولذا کان لابدّ لنّا من الحدیث بهذه الطریقة ، ولزیادة توضیح هذا البحث نتطرق إلى رد تلک الاستدلالات الثلاثة المذکورة أعلاه .

أولا: إننا نمدح الله تعالى بصفات سلبیة کثیرة وجمیعها محال بشأنه ، کقولنا بأنّ الله لایفنى ولا یهلک أبداً (کُلُّ شَىء هَالِکٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) ، ومن المُسَلَّم به أنّ هلاک واجب الوجود محال ، فهل یُمکن أن یستدل أحد بها على إمکانیة هلاک وفناء الله تعالى ؟ بحجة أنّه لو کان محالا لما صحّ مدحه بعدم الهلاک کما یدّعی: فهل یتفوّه عاقل بمثل هذا!؟

وکذلک مدح القرآن لله تعالى بتنزیهه عن الأب والصاحبة والولد والشریک: (أَنَّى یَکُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَکُن لَّهُ صَاحِبَةٌ). ( الأنعام / 101 )

وقال سبحانه: (لَمْ یَلِدْ وَلَمْ یُولَدْ وَلَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ). ( التوحید / 3 )

وعلى هذا الأساس فإنّ جمیع الصفات السلبیة أمور محالة بشأن الله تعالى ، لأنّها من صفات الممکنات، والله واجب الوجود .

ثانیاً: لایوجد فی الآیة المذکورة أی إشارة إلى الحاسة السادسة وما شاکله ، ولا تدخل فی إطار أیٍّ من المفاهیم المعروفة الموجودة فی کتب الأصول ، إذن فلیس اثبات الشی بمعنى نفی غیره ، ولا نفی الشیء یثبت شیئاً آخر ، وعلیه فإذا قالت الآیة: ( لا تدرکه الأبصار ) فلیس مفهومه : إمکانیة رؤیة الله بواسطة اُخرى !

علاوةً على ذلک فما هو المقصود من الحاسة السادسة؟

فإن کان المقصود منها المشاهدة القلبیّة والرؤیة بعین العقل فلا أحد یُنکره ، ولا علاقة لها بالرؤیة البصریّة ، وإن کان المقصود شیئاً آخر فینبغی توضیحه وتشخیصه لیُمکن بحثه ، لأنّ التکلّم فی موضوع مبهم وغیر مفهوم یعتبر لغو .

ثالثاً: إنّ قول الآیة : ( لا تدرکه الأبصار ) معناه عدم قدرة أی بصر على رؤیته ، وهو من قبیل ( العموم الإفرادی ) ، ویمر علینا مثل هذا التعبیر فی کلامنا الیومی بکثرة ، کقولنا لا تطوله الأیدی ، أو : لا یعرف الناس قَدرَهُ، أی ، أیّ ید وأیّ إنسان .

کما ورد فی بعض الأدعیة: « کلّت الألسُنُ عن غایة صفته ، والعقول عن کُنه معرفته » ( 2) .

وکذلک نقرأ فی نهج البلاغة: « وأعجز الألسُنَ عن تلخیص صفته » (3) .

والحاصل أنّ دلالة الآیة على عدم امکان الرؤیة واضح جدّاً ولا یمکن بای سفسطة اتخاذها دلیلاً على إمکان الرؤیة .


1. تفسیر الکبیر، ج 13 ، ص 125 و126 .
2. دعاء یوم الأثنین للإمام السجاد (علیه السلام) .
3. نهج البلاغة، الخطبة 165 .

 

تمهیدیاموسى ارنا الله جهرة !
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma