« القدوس »: صیغة مبالغة من مادّة « قدس » ، وهی فی الأصل بمعنى النزاهة والطّهارة ، وکما قال صاحب ( مقاییس اللغة ) : فإنّ سبب إطلاق هذه الصفة على الله عزّ وجلّ هو لقداسة ونزاهة ذاته عن الأضداد والأکفّاء والصاحبة والولد .
ویُستنتج من کلام الراغب فی ( المفردات ) ، وابن منظور فی ( لسان العرب ) ، أنّ هذه الکلمة تُستعمل عادةً للتنزیه الإلهی أو لتطهیر عباده ، وحتى صاحب مقاییس اللغة یقول : فی الأغلب أنّ هذه الکلمة من المصطلحات الإسلامیّة الخاصّة .
وسُمیت أرض ( القادسیّة ) بهذا الاسم لأنّ إبراهیم الخلیل (علیه السلام) دعا الله عزّ وجلّ لتطهیرها وتقدیسه .
ومن الجدیر بالذکر أنّ الراغب یعتقد بأنّ هذه الکلمة تُستعمل فقط بخصوص التطهیر المعنوی لا التطهیر الظاهری وإزالة الخبائث .
وتقدیس العباد لله تعالى بأن ینزهوه من کلِّ نقص وعیب .
و أمّا (التسبیح) وکما یقول بعض أرباب اللغة : فذو معنَیین:
الأول: النفی ، وقد ورد فی الآیات القرآنیة بمعنى نفی کل ألوان العیوب والنقائص عن الله تعالى .
والثانی: بمعنى السباحة والتحرُّک السریع فی الماء ، ( من مادّة سبح وسباحة ) .
ولکن یُمکن إرجاع کلا هذین المعنیَین إلى أصل واحد وهو الحرکة السریعة ، سواءً فی طریق العبادة والتعبُّد ، وتنزیه وتقدیس الله تعالى عن کل عیب ونقص ، أو فی الحرکة السریعة فی الماء ، أو الهواء ، أو على الأرض . لأنّ الحرکة تقرّب الإنسان من شیء وتُبعّده عن شیء آخر .
ففی الموقع الذی تعنی فیه التنزیه عن العیب تأخذ جانب الابتعاد ، وفی الموقع الذی تأتی فیه بمعنى السباحة وشق الماء والهواء تأخذ جانب التحُّرک (1).