وعنده مفاتح الغیب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
یعلم السر والجهر إنّه علاّم الغیوب

بیّنت الآیة الرابعة سعة علم الله اللامحدود بتعابیر لطیفة اُخرى مع ذکر شیء من التفصیل ، فقالت أول : (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَیبِ لاَ یَعلَمُهَا إِلاَّ هُو) .

ثم أشارت إلى جوانب من الغیب فقالت : (وَیَعْلَمُ مَا فِى البَرِّ وَالبَحْرِ) و : (وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَة إِلاَّ یَعلَمُهَا وَلاَ حَبَّة فِى ظُلُمَاتِ الأَرضِ) ، حتى قال فی کلمة شاملة ورائعة : (وَلاَ رَطْب وَلاَ یَابِس إِلاَّ فِى کِتَاب مُّبین) .

تُعدّ هذه الآیة الشریفة من أشمل الآیات القرآنیة التی تحدثت عن علم الله اللامتناهی باسلوب دقیق جدّ .

فابتدأت من علم الغیب إلى ما فی البر وأعماق البحر وما تسقط من الأشجار من أوراق ، ثم الحبات الخفیة فی ظلمات الأرض والبراری والجبال والأودیة والغابات ، التی تنتظر الغیث لتنبت ، فعدتها جمیعا ضمن دائرة علم الله المطلق .

لو أمعنا النظر فی مفاهیم هذه الآیات وتصورنا آلاف الملایین من الکائنات الحیة الموجودة فی البر والبحر بأنواعها العجیبة المذهلة . ولو تصورنا مجموع أشجار الکرة الأرضیة مع جمیع أوراقها وعدد مایسقط منها فی کل یوم وکل ساعة وکل لحظة ، والمکان الذی تسقط فیه ، وکذلک لو تصورنا مجموع حبوب النباتات التی تنتقل على سطح الأرض ـ بواسطة البشر ، والریاح وأنواع الحشرات والسیول وماشاکل ذلک ـ وتنتظر دورها فی ظلمات الأرض للإنبات والنمو ، وعلمنا بأنّ الله سبحانه وتعالى قد أحاط علماً بجمیع هذه الاُمور وبجمیع مشخّصاتها وجزئیاته ، لأدرکنا سهولة إحاطته تعالى بأعمالن .

لقد فسّرت روایات عدیدة ، منقولة عن أهل البیت (علیهم السلام) ، «ظلمات الأرض» بالرحم و«الحبة» بمعنى الولد ، و«الورقة» بمعنى الأجنة الساقطة ، و«الرطب» بمعنى النطف التی تعیش و«الیابس» بمعنى النطف التی تموت وتجف .

وأشار بعض مفسّری أهل السنة کالآلوسی فی کتابه (روح المعانی) إلى هذا الحدیث بتعجب ، واعتبره على خلاف ظاهر الآیة .

صحیح أنّه وبالنظرة الاُولى یبدو من ظاهر الآیة أنّها تُشیر إلى حبّات النباتات ، لکن الحدیث أعلاه أشار إلى مفاهیم تستنبط من هذه الآیة بالدلالة الالتزامیة ، لأنّه لا یوجد تفاوت جذری بین النطفة والحبّة ، وهکذا بین باطن الأرض وظلمات الرحم ، والعالم بالاُولى هو عالم بالثانیة بسهولة لأنّهما متشابهتان مع بعضهما (1) .

وعلاوة على ذلک فإنّ أئمّة أهل البیت (علیهم السلام) کانوا یعلمون باطن القرآن کظاهره ، وهذا التفسیر یحتمل أن یکون جزءاً من الباطن .

وقد فسّر المفسرون الرطب والیابس بمعان کثیرة ، منها أنّهم قالو : بأنّ الرطب بمعنى الکائن الحی : والیابس بمعنى المیت ، أو الرطب بمعنى المؤمن ، والیابس بمعنى الکافر ، أو الرطب بمعنى الکائن الحی ، والیابس بمعنى الجماد ، أو الرطب بمعنى العالم ، والیابس بمعنى الجاهل (2) .

لکن الظاهر أنّ هذا التعبیر کنایة عن العموم والشمول فی عالم المادة ، کما یستعمل أحیاناً فی التعابیر الیومیة التی تحتاج إلى هذا المعنى .


1. ورد فی تفسیر البرهان خمسة أحادیث فی هذا المجال منقولة عن الإمام الصادق والکاظم والرض(علیهم السلام) .
2. تفسیر روح البیان، ج 3 ، ص 44 ; و تفسیر روح المعانی، ج 7 ، ص 149 .

 

یعلم السر والجهر إنّه علاّم الغیوب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma