3 ـ معنى حضور الله تعالى فی کُلّ مکان!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن ( الجزء الرابع)
2 ـ لا یحلُّ الله فی شیء4 ـ لماذا نرفع أیدینا إلى السماء أثناء الدعاء ؟

یُمکن أن یتصور البعض حضور الله سبحانه فی کل مکان کوجود قوة الجاذبّیة أو وجود الأثیر وهی موجات مفترضة لیس لها وزن ولا لون تملأ الوجود بأکمله وموجودة حتى فی الفراغ) ، فی حین أن جمیع هذه الاُمور هی من قبیل الوجود فی مکان ، أی وجود قسم من أمواج الجاذبیة أو امواج الأثیر فی کل زاویة من زوایا العالَمْ، وهذا الموضوع یَستلزم : وجود الأجزاء المرکّبة من ناحیه ، والحاجة إلى المکان من ناحیة اُخرى .

فی حین أنّ مفهوم وجود الله سبحانه فی کل مکان هو أنّه تعالى فوق المکان ، لذا فلا معنى للبعد والقرب عنده ، وإذا أردنا أن نتصّور مثالاً ـ مع أنّه لا یفی بالغرض ـ حول هذا المفهوم ، یجب أن نشبه حضوره بحضور المعادلات العلمیّة ، والمسائل العقلیّة فی کُلّ مکان ، کقولن : الکل أکبر من الجزء ، واستحالة اجتماع النقیضین ، و 2 × 2 = 4 .

وتصدق مثل هذه الأمور فی الکرة الأرضیة ، وفی کوکب القمر ، وفی کوکب المریخ ، وفی ما وراء المجّرات ، فالکل أکبر من الجزء فی جمیع هذه الأمکنة ، واجتماع النقیضین محال فیها أیض ، فی حین أنّه لا یوجد مکان ومحل معین لهما .

ومن الأهمیّة بمکان الالتفات إلى هذه الصفة الإلهیّة : وهی مثول العالم بأکمله بین یدی الله سبحانه له تأثیر تربویٌ عمیق فی نفس الإنسان ، فکیف یُمکن أن یکون لأحد إیمانٌ بمثل هذا الأمر ویرى حضور مولاه العظیم الحکیم وولی نعمته ، ویسلک طریق الخطایا ویلوّث نفسه بالذنوب المشینة ویعصی أوامره !؟

واللطیف هو أن الآیات التی ذکرناها بخصوص حضور الله تعالى فی کل مکان ، تؤکّد غالباً على نفس هذا الأثر التربوی ، لذلک فقد ورد فی بعضها: (وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ) ، وفی البعض الأخر: (وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) .

فلیس الحضور الإلهی خارج وجودنا فقط ، فهو تعالى موجودٌ فی نفوسنا وقلوبنا وأعماق أرواحنا أیض ، کما قال مولى المتقین علی (علیه السلام) ، فی وصف الله عز وجل «الباطن لکل خفیّة ، والحاضر لکُلّ سریرة ، العالمُ بما تکنُّ الصدور وما تخون العیون» (1).

وقال (علیه السلام) فی خطبة أخرى: «فاتقوا الله الذی أنتم بعینه ، ونواصیکُم بیده ، وتقلبکم فی قبضته ، إن أسررتُم علمهُ ، وإن أعلنتم کتبَهُ» (2).


1. نهج البلاغة، الخطبة 132 .
2. المصدر السابق، الخطبة 183 .

 

2 ـ لا یحلُّ الله فی شیء4 ـ لماذا نرفع أیدینا إلى السماء أثناء الدعاء ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma