وردت فی الروایات الإسلامیة تعابیر لطیفة جدّ ، حول علم الله منها ما جاء فی نهج البلاغة، حیث یمکن الاستعانة بها لفهم البحوث بصورة أفضل ، نذکر أدناه نماذج منه :
1 ـ قول أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) فی باب علم الله :
«یَعْلَمُ عَجِیْجَ الوُحُوشِ فی الفَلَواتِ ، وَمَعاصِیَ العِبادِ فی الخَلَواتِ ، وَاختِلافَ النِّیْنانِ فی البِحارِ الغامِراتِ ، وَتلاطُمَ الماءِ بالرِّیاحِ العاصفِاتِ» (1) .
2 ـ وقال (علیه السلام) فی کلام آخر :
«عالِمٌ إِذْ لا مَعْلُوم ، وَرَبٌّ إِذْ لا مَرْبُوبَ ، وَقادِرٌ إِذْ لا مَقْدوُرَ»(2) .
3 ـ وقال (علیه السلام) أیضاً فی کلام آخر :
«قَدْ عَلِمَ السَّرائِرَ ، وَخَبَرَ الضَّمائِرَ لَهُ الاِحاطَةُ بِکُلِّ شَیء ، وَالْغَلَبةُ لِکُلِّ شَیء»(3) .
4 ـ وفی الکافی فی باب صفات الذات عن الإمام الصادق (علیه السلام) قال : «لَمْ یَزَلِ اللهُ عزّ وَجلَّ رَبُّنا والعِلْم ذاتهُ ولا مَعْلُومَ... فلَمَّا أَحدثَ الأشیاء وکانَ المعلُومُ ، وَقَع العِلْمُ منهُ عَلَى المعلُومِ» (4) .
یحتمل أن یکون هذا التعبیر إشارة إلى العلم الإجمالی السابق لحدوث الأشیاء والعلم التفصیلی اللاحق لحدوثه .
5 ـ وفی حدیث آخر ورد أن أحد أصحاب الإمام الرض(علیه السلام) کتب إلیه رسالة یسأل فیها عن الله عز وجل : « أکانَ یعْلمُ الأشیاءَ قَبْلَ أن خَلَق الأشْیاءَ وَکَوَّنَها ؟ أو لَمْ یَعْلَمْ ذلِکَ حَتّى خَلقَها وَأَرادَ خَلْقَها وَتکویْنَها؟ فَعَلِمَ ما خَلَقَ عِندَ ما خَلَقَ ، وَما کَوَّنَ عِنَدما کَوَّنَ ؟ فَوَقَّعَ بِخطِّةِ : لَمْ یَزَلِ اللهُ عالماً بالأشیاءِ قَبلَ أَنْ یَخْلُقَ الأشیاءَ کعِلْمِهِ بالأشیاءِ بَعْدَ ما خَلَقَ الأشیاءَ» (5) .
إنّ کل واحد من التعابیر الدقیقة والظریفة التی وردت فی هذه الروایات یُعدُّ باباً من البحوث العلمیة والمنطقیة التی تدور حول مسألة علم الله تعالى والتی ذکرناها سابق .
وقد بلغت الروایات الواردة فی علم الله من الکثرة بحیث لو جمعت لصارت کتاباً مستقل .